للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد ثبت عن النبي، - صلى الله عليه وسلم - من طريق ابن عباس رضي الله عنهما، أنه قال: "إِذَا دُبغَ الإهَابُ فَقَدْ طَهُرَ" (١). وفي هذه المسألة اضطراب كثير بين العلماء بينّاه في كتاب الخلاف لُبَابُه أن ابن حنبل يقول: لا ينتفع بجلد الميتة بحال وإن دبغ لحديث عبد الله بن حكيم (٢) " أَتَانَا كِتَابُ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرٍ "لاتَنْتَفِعُوا مِنَ الْمَيْتَةِ بِإِهَابٍ وَلَا بِعَصَبٍ" (٣)، قال: وهذا معارض لحديث ابن عباس، رضي الله عنهما، لكن هذا معلوم


= لمحمد عنها غير هذا الحديث. وسئل أحمد عن هذا الحديث فقال. ومن هي أمه؛ كأنه أنكره من أجل أمه. نصب الراية ١/ ١١٧.
درجة الحديث: ضعّفه الأثرم وأحمد وله شاهد من حديث ابن عباس يرتقي به إلى درجة الحسن والله أعلم.
(١) رواه مسلم في كتاب الحيض باب طهارة جلود الميتة بالدباغ ١/ ٢٧٧، وأبو داود ٤/ ٣٦٧، والترمذي ٤/ ٢٢١، والنسائي ٧/ ١٧٣، وابن ماجه ٢/ ١٩٣، والموطّأ ٢/ ٤٩٨، وأحمد في المسند ١/ ٢١٩، من طريق عبد الرحمن بن وعلة عن ابن عباس.
وقال الترمذي: حديث ابن عباس حسن صحيح وقد روي من غير وجه عن ابن عباس عن ميمونة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وروي عن سودة وسمعت محمدًا يصحح حديث ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وحديث ابن عباس عن ميمونة وقال: أحتمل أن يكون روى ابن عباس عن ميمونة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، أو روى ابن عباس. عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولم يذكر ميمونة.
(٢) كذا في جميع النسخ والظاهر أنه خطأ من النساخ فقد ورد في الإصابة ٢/ ٣٤٦ عبد الله بن عكيم الجهني. قال البخاري: أدرك زمان النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا يعرف له سماع صحيح، وانظر تجريد أسماء الصحابة للذهبي ١/ ١٠٦، وسنن الترمذي ٤/ ٢٢٢، وفتح الباري ٩/ ٦٥٩، وأبو داود ٤/ ٦٦، والنسائي ٧/ ١٧٥، وابن ماجه ٢/ ١١٩٤.
(٣) رواه أبو داود ٤/ ٦٦، والترمذي ٤/ ٢٢٢، وقال: هذا حديث حسن وليس العمل على هذا عند أكثر أهل العلم .. قال: سمعت أحمد بن الحسن يقول: كان أحمد بن حنبل يذهب إلى هذا الحديث لما ذكر فيه قبل وفاته - صلى الله عليه وسلم -، بشهرين وكان يقول: كان هذا آخر أمر النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم ترك أحمد بن حنبل هذا الحديث لما اضطربوا في إسناده حيث روى بعضهم فقال: عبد الله بن عكيم عن أشياخ لهم من جهينة.
ورواه النسائي ٧/ ١٧٥، وابن ماجه ٢/ ١١٩٤.
وقال المباركفوري قال صاحب المنتقى: أكثر أهل العلم على أن الدباغ يطهر في الجملة لصحة النصوص به وخبر ابن عكيم لا يقاربها في الصحة والقوة لينسخها. ومن ثمّ ترك أحمد هذا الحديث أما اضطربوا في إسناده، وقال المنذري في تلخيص السنن بعد نقل كلام الترمذي هذا. وقال أبو بكر بن الحازم الحافظ: وقد حكى الخلال أن أحمد توقف في حديث ابن عكيم لما رأى تزلزل الرواة فيه، وقال بعضهم: رجع عنه، وقال أبو الفرج عبد الرحمن بن علي في الناسخ والمنسوخ تصنيفه وحديث ابن عكيم مضطرب جدًا فلا يقاوم الأول لأنه في الصحيحين يعني حديث ميمونة. تحفة الأحوذي شرح الترمذي ٥/ ٤٠٢ - ٤٠٣.

<<  <   >  >>