للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بجوع يظهرني عليهم ويبين صدقي عليهم كما كان جوع أهل مصر سبباً لتبرئة يوسف، عليه السلام، وظهور نبوته، وقد قيل كانت الصلاة التي جرى فيها هذا كانت صلاة العشاء الأخيرة.

حديث ابن عمر "كَانَ النَّبِي، - صلى الله عليه وسلم -، يُصَلِّي قَبْلَ الظُّهْرِ رَكْعَتَيْنِ وَبَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ" (١) الحديث.

روي عن النبي، - صلى الله عليه وسلم -، في النافلة آثار كثيرة قولًا وفعلاً أشهرها اثنتا عشرة ركعة في كل يوم؛ أربع قبل الظهر وركعتان بعدها وركعتان قبل العصر (٢) وركعتان بعد المغرب (٣) بالبيت. فقيل لأنها من صلاة الليل وصلاة الليل مخصوصة بالبيت، وقيل كان ينصرف إلى فطره وتقديم الفطر أفضل من صلاة النافلة، وقيل إنما كان ينصرف لينصرف أصحابه إلى عشائهم وراحتهم لأنه كان يشقُّ عليهم أن يتركوه في المسجد ويذهبوا عنه، وقيل إنما كان ينصرف إلى بيته ويخصه بالصلاة فيه، في ذلك الوقت، لأنه الوقت الذي قال الله تعالى فيه: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} (٤) فكان يحب أن يجعل من صلاته في مضجعه في ذلك الوقت (٥)، وكذلك الركعتان بعد الجمعة كان يصليهما في بيته وكذلك قال علماؤنا


(١) متفق عليه. البخاري في كتاب الجمعة باب الصلاة بعد الجمعة وقبلها ٢/ ١٦، ومسلم صلاة المسافرين باب فضل السنن الراتبة قبل الفرائض وبعدهن وبيان عددهن ١/ ٥٠٤، والموطأ ١/ ١٦٦، والترمذي ٢/ ٢٩٠ ولفظه (عنِ آبْنِ عُمَرَ أَن النَّبِيَّ، - صلى الله عليه وسلم -، كَانَ يصلِّي قَبْلَ الظُّهْرِ رَكْعَتَيْنِ وَبَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ في بَيْتِهِ وَبَعْدَ الْعِشَاءِ رَكْعَتَيْن وَبَعْدَ الْمَغْرِب رَكعَتَيْنِ في بَيْتِهِ ..) لفظ البخاري.
(٢) في (م) و (ك) وركعتان بعد الَعشاء، واختلف الناس في تخصيصه الركعتين بعد المغرب بالبيت.
(٣) أما الركعتان بعد المغرب وبعد العشاء فمتفق عليهما. انظر حديث ابن عمر السابق.
(٤) سورة السجدة آية ١٦.
روى أبو داود في سننه ٢/ ٣٥ عن أنس بن مالك في هذه الآية قال: كانوا يتيقظون ما بين المغرب والعشاء يصلون وكان الحسن يقول: قيام الليل. وعزاه السبكي في المنهل العذب المورود ٧/ ٢٥١ إلى البيهقي والترمذي مختصراً وصححه .. وقال وأخرجه ابن مندة من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس في هذه الآية، قال: يصلون ما بين المغرب والعشاء، وقال: قال العراقي: إسناده جيد، ورواه أيضاً من طرق أخرى.
درجة الحديث: صحيح.
(٥) وأرجح الأقوال عندي ما دل عليه الدليل وهو قوله - صلى الله عليه وسلم -: (إنَّ أَفْضَلَ الصَّلاَةِ صَلاَةُ الْمَرْءِ في بَيْتِهِ إلَّا الْمَكْتُوبَةَ) البخاري كتاب الأذان باب صلاة الليل ١/ ١٨٦، ومسلم في صلاة المسافرين باب استحباب صلاة النافلة في بيته وجوازها في المسجد ١/ ٣٣٩ - ٣٤٠.

<<  <   >  >>