للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

..................................... وَلَا يَوْمَيْنِ) (١) بل روى أبو داود (وإذَا انْتَصَفَ شَعْبَانُ فَلَا يَصُومَنَّ أحَدُكُمْ حَتَّى يَأتيَ رَمَضَانُ) (٢)، وهذا إنما فعله النبي، - صلى الله عليه وسلم -، احترازاً مما فعل أهل الكتاب لأنهم كانوا يزيدون في صومهم على ما فرض الله عليهم أولاً وآخراً حتى بدَّلوا العبادة، فلهذا لا يجوز استقبال رمضان ولا تشييعه (من أجله) قلنا في قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَسِتّاً مِنْ شَوالَ" (٣) الحديث، لأنه لا يحل


= درجة الحديث: قال الترمذي حسن صحيح، وكذا قال الدارقطني وصححه ابن حزيمة وابن حبان والحاكم والذهبي.
(١) متفق عليه. البخاري في الصيام باب لا يتقدم رمضان بصوم يوم ولا يومين ٣/ ٣٥، ٣٦، ومسلم في الصيام باب لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين ٢/ ٧٦٢ كلاهما من رواية أبي هُرَيْرَة.
(٢) أبو داود ٢/ ٧٥١، وقال: كان عبد الرحمن لا يحدِّث به، قلت لأحمد: لم؟ قال: لأنه كان عنده أن النبي، - صلى الله عليه وسلم -، كان يصل شعبان برمضان، وقال عن النبي، - صلى الله عليه وسلم -، خلافه ورواه عبد الرزاق في المصنف ٤/ ١٦١، والترمذي ٣/ ١١٥، وابن ماجه ١/ ٥٢٨، والبغوي في شرح السنة ٦/ ٢٣٨، والبيهقي في السنن الكبرى ٤/ ٢٠٩، وقال: قال أحمد ابن حنبل: هذا حديث منكر، وكان عبد الرحمن لا لحدث به، وقال النسائي: لا نعلم أحداً روى هذا الحديث غير العلاء، وروي عن الإِمام أحمد أنه قال: هَذا الحديث ليس بمحفوظ، قال: سألت عنه ابن مهدي فلم يصححه ولم يحدِّثني به وكان يتوقاه. قال أحمد: والعلاء ثقة لا ينكر من حدثه إلا هذا. نصب الراية ٢/ ٤٤١، أقول: العلاء هو بن عبد الرحمن ابن يعقوب الحُرَقي، بضم المهملة وفتح الراء بعدها قاف، أبو شِبْل، بكسر المعجمة وسكون الموحدة، المدني صدوق، ربما وهم، من الخامسة. مات سنة بضع وثلاثين ز م ع ٢/ ٩٣، وقال في ت ت قال أبو داود: انكروا على العلا .. حديث إذا انتصف شعبان فلا تصوموا. ت ت ٨/ ١٨٧.
درجة الحديث: صحح إسناده شعيب الأرناؤوطي في تعليقه على شرح السنة ٦/ ٢٣٨، والراجح عندي أنه حسن لغيره من أجل العلاء بن عبد الرحمن.
(٣) مسلم في الصيام باب استحباب صيام ستة أيام من شوال تباعاً لرمضان ٢/ ٨٢٢، والترمذي ٣/ ١٣٢ وقال حسن صحيح، وأبو داود ٢/ ٣٢٤ وفيه (فَكَأنَّمَا صَامَ الدهْرَ)، وابن ماجه ١/ ٥٤٧، والدارمي ٢/ ٢١، وأحمد. انظر الفتح الرباني ١٠/ ٢٢١، والبغوي في شرح السنة ٦/ ٣٣١ كلهم من حديث سعد بن سعيد عن عمر بن ثابت الأنصاري عن أبي أيوب الأنصاري، وسعد بن سعيد هو أخو يحيى بن سعيد، ضعيف؛ فقد قال فيه الحافظ: سعد بن سعيد بن قيس عمرو الأنصاري، أخو يحيى، صدوق سيء الحفظ من الرابعة، مات سنة إحدى وأربعين ومائة، روى له البخاري تعليقاً ومسلم والأربعة ت ١/ ٢٨٧، وانظر ت ت ٣/ ٤٧٠، والحديث رواه الحميدي في مسنده ١/ ١٨٨، وتناوله العلماء بالدراسة قديماً؛ فقد تكلم على طرقه العلائي في رسالته رفع الإشكال عن حديث صيام ستة أيام من شوال فقال: حديث أبي أيوب، رضي الله عنه، أصح ما في الباب، أخرجه مسلم في صحيحه من حديث إسماعيل بن جعفر وعبد الله بن المبارك الإِمام وابن نمير ثلاثتهم عن سعد بن سعيد به، وأخرجه الأئمة أصحاب السنن من حديث عبد العزيز بن محمَّد الدراوردي وأبي معاوية الضرير وودق بن عمرو الكندي ومحمد ابن عمر ابن علقمة =

<<  <   >  >>