للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ الله وَضَعَ عَنِ الْمُسَافِرِ الصوْمَ وَشَطْرَ الصلاة" (١)، كان في أوقات مختلفة، وأيضاً فإن النبي، - صلى الله عليه وسلم -، إنما قال ليس من البر الصيام في السفر حين رأى رجلاً قد ظلَّل عليه من شدة الحر فسأل عنه فقيل إنه صائم فقال فيه: "لَيْس مِنَ الْبِر الصيَامُ في السفَرِ"، وقد روي، عنه عليه السلام، أنه قال: (لَيْسَ مِنْ أم بر أم صوم في أم سفر) (٢)؛ وهي لغة للمقول له قالها النبي، - صلى الله عليه وسلم -، قصد الإفهام (٣). وقول النبي، - صلى الله عليه وسلم - "أُوْلَئِكَ العُصَاةُ" قالها في قوم صاموا بعد فطر النبي، - صلى الله عليه وسلم -، وأمره بالفطر. وقال "تَقَوُّوا لِعَدُوكُمْ" (٤). وكذلك قال علماؤنا إن الفطر في الجهاد أفضل لما فيه من القوة على العدو والحرب، فأما قول الشافعية وأخوانهم إن الفطر (٥) أفضل فانتزعوا بقوله في الحديث: (ثُمَّ أَفْطَرَ فَأفْطَرَ النَّاسُ (٦)، وَكَانُوا يأخُدونَ بَالأحْدَثِ فَالأحدَثِ مِنْ أَمْرِ .....


= ت ١/ ٨٥ وانظر ت ت ١/ ٣٧٩، والإصابة ١/ ٨٥، وقال وقع عند ابن ماجه أنس ابن مالك رجل من بني عبد الأشهل وهو غلط، وفي رواية أبي داود عن أنس بن مالك رجل من بني عبد الله بن كعب، أخوه قشير لامن قشير، وهذا هو الصواب، وبذلك جزم البخاري في ترجمته، وعلى هذا فهو كعبي لا قشيري، وانظر الاستيعاب ١/ ١١١، والتاريخ الكبير ١/ ٣٠.
(١) رواه أبو داود ٢/ ٧٩٦، والترمذي ٣/ ٩٤ - ٩٥، وقال حديث أنس بن مالك الكعبي حديث حسن ولا نعرف لأنس بن مالك هذا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - غير هذا الحديث الواحد والعمل على هذا عند أهل العلم. ورواه النسائي ٤/ ١٨٠ - ١٨١، وابن ماجه ١/ ٥٣٣، وأحمد انظر الفتح الرباني ١٠/ ١٢٦، والبغوي في شرح السنة ٦/ ٣١٥، والبيهقي في السنن الكبرى ٤/ ٢٣١، وابن جرير في تفسيره ٣/ ٤٣٥.
درجة الحديث: حسنه الترمذي كما تقدم، ونقل الحافظ في ت ت ١/ ٣٧٩ عن الترمذي أنه صححه واقره على ذلك وقال وفي رواية ابن ماجه رجل من بني عبد الأشهل، وهو غلط ..
(٢) رواه أحمد انظر الفتح الرباني ١٠/ ١٠٧، والبيهقي في السنن الكبرى ٤/ ٢٤٢، من رواتة كعب بن عاصم الأشعري، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد ٣/ ١٦١ وعزاه ص لأحمد، والطبراني في الكبير وقال ورجال أحمد رجال الصحيح.
درجة الحديث: صحيح.
(٣) قال الحافظ: يحتمل أن يكون رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، خاطب بها .. الأشعري لأنها لغته، ويحتمل أن يكون الأشعري هذا نطق بها على ما ألف من لغته فحملها الراوي عنه وأداها باللفظ الذي سمعها به، وهذا الثاني أوجه عندي. تلخيص الحبير ٢/ ٢١٧.
(٤) مسلم في كتاب الصيام باب أجر المفطر في السفر إذا نوى العمل ٢/ ٧٨٩، وأبو داود ٢/ ٧٦٥، والترمذي ٣/ ٩٣ مختصراً، والنسائي ٤/ ١٨٨ كلهم عن أبي سعيد.
(٥) تقدم الكلام على المسألة.
(٦) متفق عليه. البخاري في الصوم باب إذا صام أياماً من رمضان ثم سافر ٣/ ٤٣، ومسلم في الصيام باب جوز الصوم والفطر في شهر رمضان ٢/ ٧٨٤، والموطأ ١/ ٢٩٤، والبغوي في شرح السنة ٦/ ٣١٠ كلهم من

<<  <   >  >>