للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

................................. رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - (١).

وقال - صلى الله عليه وسلم - في الفطر في السفر (عَلَيْكُمْ بِرُخْصَةِ الله التي رَخَّصَ لَكُمْ فَاقْبَلُوهَا) (٢)، خرَّجه النسائي قالوا ولأنه أرفق بالبدن، وكان النبي، - صلى الله عليه وسلم -، يحب الرفق في الأمر كله (٣)، قلنا: قد قال النبي، - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ أَحَبَّ أَنْ يأْخُذَهَا فَحَسَنٌ وَمَنْ أَحَبٌ أَنْ يَصُومَ فَلْيَفْعَلْ" (٤) صححه الدارقطني، وثبت (أيضاً) عن النبي، - صلى الله عليه وسلم - (أَنَّهُ سَافَرَ فَمِنْ أَصْحَابِهِ مَنْ صَامَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَفْطَرَ فَلَمْ يَعِبِ الصائِمُ عَلَى الْمُفْطِرِ وَلَا الْمُفْطِرُ عَلَى الصائِمِ) (٥) وقالت عائشة، رضي الله عنها: "سَافَرْتُ مَعَ رَسُولِ الله، - صلى الله عليه وسلم -، فَأَفْطَرَ وَصُمْتُ) (٦)، صححه الدارقطني والقاضي


= حديث ابن عباس وهو من مرسلاته، فقد نقل الحافظ عن القابسي أن هذا الحديث من مرسلات الصحابة لأن ابن عباس كان، في هذه السفرة، مقيماً مع أبويه بمكة فلم يشاهد القصة، فكأنه سمعها من غيره من الصحابة. فتح الباري ٤/ ١٨٢ وشرح الزرقاني ٢/ ١٦٦.
(١) جملة (كَانوا يأخذُون بِالْأحْدَثِ فَالْأحْدَثِ مِنْ أمْرِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -) مدرجة من قول الزهري، وبذلك جزم البخاري، كما قال الحافظ: وظاهره أن الزهري ذهب إلى أن الصوم في السفر منسوخ ولم يوافق على ذلك. فتح الباري ٤/ ١٨١.
وترجم ابن خزيمة على ذلك بقوله باب ذكر البيان على أن هذه الكلمة (إنمَا يُؤْخَذُ بِالآخَرَ) ليس من قول ابن عباس. صحيح ابن خزيمة ٣/ ٢٦٢.
(٢) النسائي ٤/ ١٧٦ من طريق الأوزاعي: حدثني يحيى بن أبي كثير قال أخبرني محمَّد بن عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله، ونقل الحافظ عن ابن القطان قوله إسناده هذه الزيادة حسن متصل. تلخيص الحبير ٢/ ٢١٧، وقال الشيخ ناصر خلاصة القول أن هذه الزيادة إسنادها صحيح ولا يضره تفرد يحيي ابن أبي كثير بها لأنه ثقة ثبت كما في ت ٢/ ٣٥٦، وإنما يخشى البعض من التدليس، وقد صرَّح هنا بالتحديث فأمنا بذلك تدليسه. إرواء الغليل ٤/ ٥٦.
درجة الحديث: الراجح عندي صحته، كما قال الشيخ ناصر وقبله الحافظ.
(٣) متفق عليه. البخاري في كتاب الأدب باب الرفق في الأمر كله ٨/ ١٤، ومسلم في كتاب السلام باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام وكيف الرد عليهم ٤/ ١٧٠٦، كلاهما من حديث عائشة.
(٤) سنن الدراقطني ٢/ ١٨٩ - ١٩٠ من طريق عمرو بن الحارث عن محمَّد بن عبد الرحمن عن عروة عن أبي مراوح، ومن طريق ابن لهيمة وعمرو بن الحارث أيضاً عن الأسود عن عروة عن أبي مراوح عن حمزة بن عمرو الأسلمي أنه قال: يا رسول الله إني أجد بي قوة على الصيام في السفر فهل علي جناح؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... قال الدارقطني: هذا إسناد صحيح.
درجة الحديث: صححه الدارقطني.
(٥) تقدم.
(٦) الدارقطني في سننه ٢/ ١٨٨ وقال: وهو إسناد حسن، ولعل الشارح اطلع على تصحيحه له في موضع آخر غير السنن. وقد حسّنه النووي. انظر المجموع ٦/ ٢٦٥.

<<  <   >  >>