للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فاسد، بل النهي شريعة وقوله (إنّ الْخَلْقَ أضْيَافُ الله تَعَالَى يَبْطل بِزَمَانِ الْليْلِ فَإنَّهُمْ أضْيَافُه كلَّ لَيْلَةٍ وَمَنْ نَذرَ الْليْلَ لَا يَلْزَمُهُ فِيهِ قَضَاءٌ وَيَبْطُلُ بِزَمَانِ الْحَيْضِ فَإنَ الْحَائِضَ لَوْ نَذَرَتْهُ لَمْ يَلْزِمْهَا قَضَاؤُهُ)، وأما أيام مني فقد عينها النبي - صلى الله عليه وسلم -، للأكل والشرب فتعينت لذلك كزمان الليل، لكن كما بيَّناه أرخص فيها للمتمتع ضرورة. وأما اليوم الرابع فاختلف العلماء فيه في ابتداء صومه وفي لزوم نذره في اتصال التتابع به، والأصل في اختلافهم أن عبادته تنقضي في صبحه وليس معموراً بها كله، وإن كانوا قد اختلفوا في ذلك، والصحيح أنه ملحق بها لتناول اللفظ له معها.

وأما يوم الجمعة فإنما نُهي عنه لما روى النسائي عن أبي سعيد الخدري أن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال (لَا صَوْمٌ يَوْمَ، عِيدٍ) (١)، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -، في يوم الجمعة (هذَا عِيدُنَا أهْلُ الْإسْلاَمَ) (٢).


(١) النسائي في سننه الكبرى ٢/ ل ٥٣ ب، قال: أخبرني محمَّد بن قدامة المصيصي عن جرير عن مغيرة عن إبراهيم عن سهم عن قزعة عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -: "لا صومٌ يَوْمَ عِيد" وعزاه العيني للنسائي مثل الشارح: انظر عمدة القاري ١١/ ١٠٤.
درجة الحديث: صحيح من خلال إسناده.
(٢) رواه أحمد من طريق أبي بشر (*) عن عامر بن ليدن (**) الأشعري عَنْ أبِي هريرَةَ قالَ: سَمِعْتُ رَسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، يَقول: إنَّ يَوْمَ الْجمعَةِ يَوْمُ عِيدٍ فَلاَ تَجْعَلوا يَوْمَ عِيدكُمْ يَوْمَ صِيَامِكُمْ إلَّا أنْ تَصُومُوا قَبْلهُ أوْ بعْدَهُ" الفتح الرباني ١٤٨١٠، والحاكم في المستدرك ١/ ٤٣٧ وقال: صحيح الإسناد ولم يخرّجاه، إلا أن أبا بشر هذا (يعني أحد رجال السند) لم أقف على اسمه وليس ببيان ابن بشر ولا بجعفر ابن أبي وحشية، قال: وله شاهد بغير هذا اللفظ مخرَّج في الكتابين (يعني الصحيحين)، وقال الذهبي: قلت مجهول وشاهده في الصحيحين.
وقال الحافظ: الحديث أخرجه البزار، وقال: أبو بشر مؤذن مسجد دمشق. تلخيص الحبير ٢/ ٢١٥: أبو بشر إن كان هو ما قال البزار فقد وُثِّق، قال الحافظ.
......................
(*) أبو بشر مؤذن مسجد دمشق روى عن عمر بن عبد العزيز وراشد بن سعد وعنه معاوية ابن صالح الحضرمي. روى أصبغ بن زيد الورّاق عن أبي بشر عن أبي الزاهرية، فيحتمل أن يكون هو هذا. قال ابن سعد: مات سنة ١٣٠، قال الحافظ: قلت قال العجلي أبو بشر المؤذن شامي تابعي ثقة، وقال ابن معين: أبو بشر عن أبي الزاهرية لا شيء. ت ت ١٢/ ٢١، وانظر تهذيب الكمال ٨/ ٧٩٠ ب وقال: روى عن عامر بن ليدن الأشعري وعمر بن عبد العزيز.
(**) عامر بن ليدن الأشعري: روى عنه أبو بشر، مؤذن دمشق، لكن حديثه مرسل؛ رواه موصولاً بأبي هريرة، وصله أبو صالح الكاتب، لكن الذي أسقط أبا هُريرة منه أسد بن موسى وهو أوثق من أبي صالح فقال: ثنا معاوية بن صالح حدثني أبو بشر عن عامر بن ليدن الأشعري قال: سمِعْتُ =

<<  <   >  >>