للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فليستأنف العمل كما يستأنفه في أول أوقات التكليف، والعمرة في الحج كالتكفير لكنه يحتمل أن يريد به إنه كفارة ما لم يغش الكبائر كالصلوات؛ فأما الحج فليس بينه وبين الجنة حجاب وستأتي نكتة ذلك في موضعها إن شاء الله تعالى.

حديث: قال أبو بكر بن عبد الرحمن (١) الخولاني: (جَاءَتِ امْرأةٌ إِلَى النبِي - صلى الله عليه وسلم -) الحديث، هذه المرأة هي أم معقل (٢) قال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (مَا مَنَعَكَ أنْ تَحِجَّي مَعَنَا؟ قَالَتْ إنَّ أبَا مَعَقَل تَرَكَ جَمَلاً في سَبِيلِ الله، قَالَ لَهَا: هَلْ لاَ حَجَجْتِ عَلَيْهِ فَإنَّ الْحجَ في سَبِيلِ الله؟ وَلكِنِ اعْتَمِرِي في رَمَضَانَ فَإِنَّ عُمْرَةَ في رَمَضَانَ تَعْدُلُ حِجَّةً) (٣) وَفِي


(١) أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة المخزوني المدني قيل اسمه محمَّد، وقيل المغيرة، وقيل أبو بكر، اسمه وكنيته أبو عبد الرحمن، وقيل اسمه كنيته، ثقة فقيه عابد من الثالثة. مات سنة ٧٤ وقيل غير ذلك/ ع ت ٢/ ٣٩٨ ت ت ١٢/ ٣٠.
(٢) أم معقل الأسدية زوج أبي معقل، ويقال إنها أشجعية ويقال أنصارية. روى حديثها أصحاب السنن الثلاثة .. عمرة في رمضان تعدل حجة ويقال إنها المراد بما وقع في حديث ابن عباس في الصحيح (أن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال لاِمْرَأةٍ مِنَ الأنصارِ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَحِجَّي مَعَنَا؟ قالَتْ: كَانَ لَنَا نَاضِحٌ فَرَكِبَهُ أبو فُلَانٍ وَابنُة، لِزَوْجِهَا وَابنِهَا، فَالَ: فَإذَا كَانَ في رَمَضانَ اعْتَمِرِي فَإِنْ عُمْرَة في رَمَضَانَ تَعْدُلُ حِجَّةً)، ولكن ثبت في مسلم أنها أم سنان. فلما أن يكون اختلف في كنيتها وإما أن تكون القصة تعدَّدت وهو الأشبه.
الإصابة ٨/ ٣٠٩.
(٣) الموطأ ١/ ٣٤٦، ونقل الزرقاني عن ابن عبد البر قوله هكذا لجميع رواة الموطّأ وهو مرسل ظاهر، لكن صح أن أبا بكر سمعه من تلك المرأة فصار بذلك مسنداً. شرح الزرقاني ٢/ ٢٦٩.
وقال الحافظ: أخرجه عبد الرزاق عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن معقل بن أبي معقل عَنْ أمَّ مَعْقَلٍ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: (عُمَرَة في رمضَانَ تَعْدُلُ حِجَّة). الإصابة ٣/ ٤٤٦، وكذا قال الشارح في العارضة ٤/ ١٦٤ ولم يذكر أبا سلمة، ورواه أبو داود من طريق أبي عوانة عن إبراهيم بن المهاجر عن أبي بكر بن عبد الرحمن قال: أخبرني رسول مروان، الذي أرسله إلى أم معقل، قالت: كَانَ أبو مَعْقلٍ حَاجّاً مَع رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَلَمَّا قَدم قالَتْ أمُّ مَعْقَل قَدْ عَلِمْتُ أنْ عَلَى حِجَّة وإن لأِبِي عْقَل بِكْرَاً، فَقَالَ أَبُو مَعْقَلٍ: صَدَقَتْ قَدْ جَعَلْتة في سَبِيلِ اللهِ .. فَأعْطَاهَا الْبِكرَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُول اللهِ قَدْ كَبِرْتُ وَسَقِمْت فَهَلْ مِنْ عَمَل يجْزِي عَني. أبو داود ٢/ ٥٠٣ ورواه الترمذي من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق عن الأسود عن أبي معقل عن أم معقل، وقال: حسن غريب من هذا الوجه. سنن الترمذي ٣/ ٢٧٦، والنسائي من طريق الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن كما ذكر ذلك الحافظ في الإصابة ٤/ ١٨١.
والحديث عزاه المزي في تحفة الأشراف ٨/ ٤٥٩ إلى سنن النسائي الكبرى, ورواه ابن ماجه من طريق ابن أبي شيبة عن أبي إسحاق عن الأسود عن أبي معقل. سنن ابن ماجه ٢/ ٩٩٦. قال الحافظ: في =

<<  <   >  >>