للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النخل؛ لأنه يُختَرَف أي: يُجنى. وقال غيره: المخرفة سكة بين صفين من نخيل يخترف من أيها شاء، أي: يجني، وقال غيره: المخرفة: الطريق، أي: على طريق تؤديه إلى الجنة، ومنه قوله: "وَتُرِكْتُمْ عَلَى مِثْلِ مَخْرَفَةِ النَّعَمِ" (١)، وعلى التفسيرات المتقدمة يكون معناه في بساتين الجنة، وكله راجع إلى قوله - صلى الله عليه وسلم -: "جَنَاهَا" وهو أصح وأثبت.

قوله: "أَرْبَعِينَ (٢) خَرِيفًا" (٣) يعني: سنة، والخريف أيضًا: اسم لفصل من فصول السنة، وهو وقت اختراف (٤) الثمار.

قوله: "أَنْ تَصْنَعَ لأَخْرَقَ" (٥) يعني: الذي لا يحسن العمل.

وقيل: الذي لا رفق له ولا سياسة عنده، والمراد بهذا الحديث هو التفسير الأول، و"الْخَرْقَاءُ" (٦) من النساء كذلك.

قوله: "لَيْسَ مِنَّا مَنْ خَرَقَ" (٧)، مثل قوله: "أَنَا بَرِيءٌ مِنَ الشَّاقَّةِ" (٨) وهي التي تخرق ثيابها وتشقها عند المصيبة.


(١) رواه البيهقي ١٠/ ١٣٤ من حديث عمر بلفظ: "وَإِنِّي قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى مِثْلِ مَخْرَفَةِ النَّعَمِ".
(٢) في (د): (سبعين)، وفي هامشها: (أربعين)، وهي ساقطة من (أ).
(٣) مسلم (٢٩٧٩) من حديث ابن عمرو.
(٤) في (أ): (إخراف).
(٥) البخاري (٢٥١٨)، مسلم (٨٤) من حديث أبي ذر.
(٦) يشير إلى ما عند البخاري (٤٠٥٢) عن جابر: "فَكَرِهْتُ أَنْ أَجْمَعَ إِلَيْهِنَّ جَارِيَةً خَرْقَاءَ مِثْلَهُنَّ".
(٧) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" ٢/ ٤٨٦ (١١٣٤٠) من حديث أبي موسى الأشعري موقوفًا , ولفظه: "لَيْسَ مِنَّا مَنْ خَرَقَ أَوْ حَلَقَ أَوْ سَلَقَ".
(٨) البخاري (١٢٩٦)، مسلم (١٠٤) من حديث أبي موسى بلفظ: "إِنَ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بَرِئَ مِنَ الصَّالِقَةِ وَالْحَالِقَةِ وَالشَّاقَّةِ".

<<  <  ج: ص:  >  >>