للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "إِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ" (١) أي: لم يفِ إخلافًا، والاسم منه: الخُلُف بالضم، وتضم اللام وتخفف (٢). قال أبو عبيد: والأصل الضم، وأصله أنه فعل خلفًا من الفعل، والخلف: القول الرديء، ومنه: سَكَتَ أَلْفًا وَنَطَقَ خَلْفًا (٣).

وقوله في حديث السقيفة: "وَخَالَفَ عَنَّا عَلِيٌّ وَالزُّبَيْرُ" (٤) بمعنى تخلف، وكذلك قوله في الأنصار: "خَالَفُونَا" (٥) ولم يكن بعد ذكر أحَدٍ ولا اتفاق فيعد خلافًا، إلاَّ أن يقال بأن الأنصار خالفونا في طلب الأمر لأنفسهم فيكون من الخلاف، ويكون ما ذكر عن علي والزبير ما آل إليه الأمر أولاً من توقفهما، وتكون: "عَنَّا" بمعنى: علينا.

قوله: "ثُمَّ أُخَالِفَ إِلَى رِجَالٍ فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِم" (٦) أي: آتيهم من خلفهم، أو أخالف ما أظهرت من فعلي في إقامة الصلاة وظنهم أني فيها ومشتغل عنهم بها، فأخالف ذلك إليهم وآخذهم على غرة، أو يكون: "أخالف" بمعنى: أتخلف عن الصلاة لمعاقبتهم.


(١) البخاري (٣٣، ٢٦٨٢، ٢٧٤٩، ٦٠٩٥)، مسلم (٥٩) من حديث أبي هريرة. والبخاري (٢٤٥٩، ٣١٧٨)، مسلم (٥٨) من حديث ابن عمرو.
(٢) بهامش (د): حاشية: أي: تسكن.
(٣) هو مثل يقال لمن سكت طويلاً، ثم لما تكلم قال قولًا رديئًا، قال ابن السكيت: أي: سكت عن ألف كلمة ثم تكلم بالخطأ. انظر: "إصلاح المنطق" ص ٦٦، "أدب الكاتب" ص ٢٤٤، "فصل المقال في شرح كتاب الأمثال" لأبي عبيد البكري ص ٥١.
(٤) البخاري (٦٨٣٠) من حديث ابن عباس.
(٥) انظر التخريج السابق.
(٦) "الموطأ" ١/ ١٢٩، البخاري (٦٤٤، ٧٢٢٤) من حديث أبي هريرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>