للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بذلك لأن الناس يتزودون فيه الري من الماء بمكة. وقيل: لأنهم يرون (١) فيه عمل حجهم ويتعرفونه قولًا وعملاً، وروي يروى من الماء، وروى يروي الخبر إذا حفظه وحدث به غيره رواية. والرَّواء بالفتح والمد، والرِّوى مقصور مكسور الأول وهو ما يروي من الماء وغيره، وهو أيضًا مصدر روي.

قوله: "حَتَّى رَوِيَ النَّاسُ رِيًّا" (٢) بالكسر في الاسم والمصدر. وقال الداودي: ريا في المصدر بالفتح، والراوية: القربة الكبيرة التي تروي وهي المزادة. وقال يعقوب: الراوية: البعير (٣). ووعاء الماء مزادة، سميت بذلك لزيادة جلد ثالث فيها على جلدين.

قوله: "فَأَمَرَ بِرَاوِيَتِهَا فَأُنِيخَتْ" (٤) الظاهر أنه البعير، ويحتمل أن يريد المزادتين سماهما بالبعير الذي هو الراوية؛ لحمله إياها، ويحتمل أن يسمى البعير: راوية؛ لأنه تسقي عليه الراوية، كما يسما ناضحًا بنضحه الماء، ورواه السمرقندي: "رَاوِيَتَيْهَا" وهو بيِّن في تسميتها بذلك.

قوله: "فَبَعَثَ بِرَاوِيَتِهَا فَشَرِبْنَا" (٣) يعني: الوعاء، ويحتمل البعير.

قوله في حديث الدجال: "فَيَضْرِبُ رِوَاقَهُ، فَيَخْرُجُ إِلَيْهِ كُلُّ مُنَافِق" (٥) روق الإنسان: همه ونفسه إذا ألقاه على الشيء حرصًا عليه. ويقال: الروق: الثقل، يعني: جموعه، والرواق أيضًا كالفسطاط والمظلة، وأصله ما يكون بين يدي البيت. وقيل: رواق البيت: سماواته، وهو الشقة التي تكون تحت العليا.


(١) في (د، ظ): (يروون).
(٢) البخاري (٣٦٨٢)، مسلم (٢٣٩٣) من حديث ابن عمر، وفيه: "حَتَّى رَوِيَ النَّاسُ وَضَرَبُوا بِعَطَنٍ".
(٣) "إصلاح المنطق" ص ٣٣١.
(٤) مسلم (٦٨٢) من حديث عمران بن حصين.
(٥) مسلم (٢٩٤٣) من حديث أنس.

<<  <  ج: ص:  >  >>