للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و"الطِّيَرَةِ" (١) اعتقاد ما كانت الجاهلية عليه من التطير بالطير وغيره، كانوا يعتقدون نزول المكروه عند حركات الطير في تصرفه في الجهات وصوته، واشتقاق الطِّيَرَةِ من الطير، كان أكثر عملهم ونظرهم به.

قوله: "فَطَارَ لنا عُثْمَانُ" (٢) أي: صار في قرعتنا، ومنه: "فَطَارَتِ القُرْعَةُ لِعَائِشَةَ" (٣).

قوله: "إِنَّمَا نَسَمَةُ المُؤْمِنِ طَيْرٌ يَعْلَقُ" (٤) قيل: إنها بنفسها تطير طيرًا.

وقيل: بل تودع أجواف طير، وهذا أظهر؛ لقوله في حديث آخر: "في حَوَاصِلِ طَيْرٍ خُضْرٍ" (٥).

قوله: "فَيَطِيرُ النَّاسُ بِهَا كُلَّ مَطِيرٍ" (٦) أي: يشيعونها ويذهبون بها كل مذهب، وضبطه بعضهم في كتاب الرجم: "يُطَيِّرُهَا عَنْكَ (٧) كُلُّ مُطِيرٍ" (٨)، برفع: "كُلُّ" على أنه فاعل، و"مُطِيرٍ" اسم فاعل من أطار.

قوله: "قُلْنَا: اْسْتُطِيرَ" (٩) أي: طارت به (الجن. وقوله: "عَلَى فَرَسٍ


(١) "الموطأ" ٢/ ٩٤٦، البخاري قبل حديث (٥٧٥٣)، مسلم قبل حديثي (٢٢١٨، ٢٢٢٣).
(٢) البخاري (١٢٤٣، ٧٠٠٣، ٧٠١٨) عن أم العلاء.
(٣) البخاري (٥٢١١)، مسلم (٢٤٤٥) من حديث عائشة.
(٤) "الموطأ" ١/ ٢٤٠ من حديث كعب بن مالك.
(٥) مسلم (١٨٨٧) وفيه: "في جَوْفِ طَيْرٍ خُضْرٍ". ورواه بلفظ المصنف: الطيالسي ١/ ٢٣٣ (٢٨٩)، والدارمي ٣/ ١٥٦ (٢٤٥٤) من حديث ابن مسعود، والطبراني في "الدعاء" (٣٢٥) من حديث أُم سلمة.
(٦) البخاري (٧٣٢٣) عن ابن عباس، وفيه: "فَيُطِيرُ بِهَا كُلُّ مُطِيرٍ".
(٧) في (ظ): (عنك)، وفي (د، س، أ): (عند).
(٨) البخاري (٦٨٣٠).
(٩) مسلم (٤٥٠) من حديث ابن مسعود.

<<  <  ج: ص:  >  >>