للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عذارى، وبه سميت الجامعة من الأغلال عذراء لضيقها، وقيل لكل أمر تعذر إليه السبيل وضاق: قد تعذر.

وقوله: "أَعْلَقْتُ عَلَيْهِ مِنَ العُذْرَةِ" (١) هو وجع الحلق، قاله ابن قتيبة (٢).

وقال أبو علي: هي اللهاة.

وَقال غيره: هو (٣) قريب من اللهاة.

وقوله: "لَا أَحَدَ أَحَبُّ إِلَيْهِ العُذْرُ مِنَ اللهِ تَعَالَى" (٤) أي: الإعذار والحجة، وبينه آخر الحديث: "مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَرْسَلَ الرُّسُلَ وَأَنْزَلَ الكُتبَ" (٥).

قوله في الجنائز: "إِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لَيَتَعَذَّرُ: أَيْنَ أَنَا اليَوْمَ؟ أَيْنَ أَنَا غدًا؟ " (٦) كذا لأبي ذر. قال الخطابي: أي: يتعسر ويتمنع، ومنه قوله:

وَيَوْمًا عَلَى ظَهْرِ الكَثِيبِ تَعَذَّرَتْ (٧)

أي: امتنعت، ولسائر الرواة: "يَتَقَرَّرُ" من التقرير ليومها وانتظاره.

قوله: "حِينَ عَذَلَه" (٨) العذل: اللوم.


(١) البخاري (٥٧١٣, ٥٧١٥، ٥٧١٨)، ومسلم (٢٢١٤) من حديث أم قيس بنت محصن.
(٢) "أدب الكاتب" ص ١١٨.
(٣) ساقطة من (س).
(٤) البخاري (٤٧١٦)، ومسلم (١٤٩٩) من حديث المغيرة بن شعبة ومسلم (٢٧٦٠) من حديث ابن مسعود بلفظ: "لَيْسَ أحد أَحَبَّ إِلَيْهِ العُذْرُ مِنَ الله".
(٥) مسلم (٢٧٦٠) بلفظ: "مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَنْزَلَ الكِتَابَ وَأَرْسَلَ الرُّسُل".
(٦) البخاري (١٣٨٩) من حديث عائشة.
(٧) هو صدر بيت من الطويل لامرئ القيس عجزه:
عَلَيَّ وآلتْ حَلْفَةً لَمْ تَحَلَّلِ
انظر "غريب الحديث" للحربي ص ٢٧٢.
(٨) لم أقف عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>