للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: الأخير، بالياء هو الأبعد، والأخر بالقصر من غير ياء هو الغائب.

وفي "تفسير ابنِ مُزَيْنٍ" (١): "الْأَخِرُ" بالقصر: اللئيم، وقيل: هو البائس الشقي، وأما الآخِر بالمد: وهو ضد الأول. وكذلك الأخير، بمعنى: المتأخر، ضد المتقدم. وكذلك: الآخَر - بفتح الخاء والمد - وهو غير المذكور قبله، ومنه: "أَمَرَ أُنَيْسًا أَنْ يَأْتِيَ امْرَأَةَ الآخَرِ" (٢) بالمد والفتح: امرأة الرجل الآخر الذي خاصمه، ورواه ابن وضاح: "الْأخِيرِ".

وفي حديث الصلاة على ابن أُبَيٍّ: "أَخِّرْ عَنِّي يَا عُمَرُ" (٣) أي: أخر عني رأيك أو قولك أو نفسك، فاختصر إيجازًا وبلاغةً.

وفي حديث الإسراء، في ذكر البيت المعمور: "إِذَا خَرَجُوا منه لَمْ يَعُودُوا إِلَيْهِ آخِرُ مَا عَلَيْهِمْ" (٤) كذا رويته برفع الراء وفتحها، ومعناه: أنه آخر دخولهم إياه، كأنه قال: ذلك آخر ما عليهم أن يدخلوه، يقال: لقيته آخريًّا، وبآخَرة وبآخِرة بالفتح والكسر معًا (٥)، والضم في الراء (٦) أوجه،


(١) هو يحيى بن إبراهيم بن مزين، القرطبي الفقيه، أحد الأعلام بالأندلس، كان حافظًا "للموطأ" قائمًا عليه، فقيهًا مفتيًا مصنفًا، له تواليف منها: "تفسير غريب الموطأ"، و"تفسير علل الموطأ"، و"أسماء رجال الموطأ"، و"فضائل القرآن"، توفي سنة تسع وخمسين ومائتين. انظر "تاريخ علماء الأندلس" ٢/ ١٨١ (١٥٥٨)، "تاريخ الإِسلام " ١٩/ ٣٦٧ (٥٦٨).
(٢) "الموطأ" ٢/ ٨٢٢، البخاري (٦٨٤٢، ٦٨٤٣) من حديث أبي هريرة وزيد بن خالد.
(٣) البخاري (١٣٦٦، ٤٦٧٢) من حديث عمر.
(٤) البخاري (٣٢٠٧)، مسلم (١٦٤) من حديث مالك بن صعصعة، وفيه: "يعودوا فيه".
(٥) كذا بالنسخ الخطية، وعبارة القاضي في "المشارق" ١/ ٦٦ - ٦٧: بالفتح والكسر معًا في الهمزة، والخاء مفتوحة.
(٦) في (د، أ، ظ): (الرواية)، وهو صحيح أيضًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>