للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "شَيبتْنِي هُودٌ وَأَخَوَاتُهَا" (١) جاء مفسرًا في حديث آخر: "هُودٌ وَالوَاقِعَةُ وَالمُرْسَلَاتُ وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ" (٢) سمَّاها أخوات؛ لشبهها في الإنذار، وقيل: لأنهن مكيّات بمكة، كالميلاد للإخوة، وقيل: الذي شيبه منها ما فيها من ذكر أهوال يوم (٣) القيامة، وقيل: بل شَيَّبَه قوله تعالى في هود: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ} [هود: ١١٢]، والأول أظهر.

وقوله في حديث ابن عمر (٤): "يَتَأَخَّى مُنَاخَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - " أي: يتحرى


(١) رواه أبو يعلى ٢/ ١٨٤ (٨٨٠)، والطبراني ٢٣/ (٣١٨)، والدارقطني في "العلل" ١/ ٢٠٦ من طريق محمَّد بن بشر، عن علي بن صالح، عن أبي إسحاق، عن أبي جحيفة، مرفوعا. ورواه الطبراني ١٧/ (٧٩٠) من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عقبة ابن عامر، به. قال الهيثمي في "المجمع" ٧/ ٣٧: رجاله رجال الصحيح. وصححه والذي قبله الألباني في "صحيح الجامع" (٣٧٢٠).
(٢) رواه الترمذي (٣٢٩٧)، والحاكم ٢/ ٣٤٣ من طريق شيبان، عن أبي إسحاق، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال أبو بكر - رضي الله عنه -: يا رسول الله قد شبت ... الحديث. قال الترمذي: حديث حسن غريب، لا نعرفه من حديث ابن عباس إلاَّ من هذا الوجه. وقال الحاكم: حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه. قلت: وفي الباب عن أبي بكر نفسه، وسهل بن سعد، وغيرهما. قال البزار في "البحر الزخار" ١/ ١٦٩: قد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من وجوه أن أبا بكر قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أراك قد شبت. ثم قال: والأخبار مضطربة أسانيدها عن أبي إسحاق. ونقل حمزة بن يوسف السهمي في "سؤالاته" عن الدارقطني قال: "شيبتني هود والواقعة" معتلة كلها. لكن الحديث صححه آخرون؛ فذكره ابن دقيق العيد في "الاقتراح" ص ١٠٥ عن ابن عباس وصححه، وحسنه السيوطي في "الدرر المنتثرة" ص ٨٥، وصححه الألباني في "الصحيحة" (٩٥٥).
(٣) من (د، أ).
(٤) في (د): (عباس).

<<  <  ج: ص:  >  >>