للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفاء مع اللام]

" كَانَتْ فَلْتَةً" (١) الفلتة: كل شيء عمل علي غير رويَّة، وبُودِر به انتشار خبره، هذا قول أبي عبيدة (٢) وغيره (٣)، وأنكره بعضهم، وقال: بل كانت بيعة أبي بكر عن مشورة، واتفاق من الأنصار والمهاجرين، وقال: وإنما معناه ما روي عن سالم بن عبد الله، وقد سئل عنه فقال: كانت الجاهلية تتحاجز في الأشهر الحرم فلا يعدو بعضها علي بعض، فإذا كان ليلة ثلاثين من الشهر الأخير منها أدغلت فيها فأغارت، وكانوا يسمون تلك الليلة فلتة، ثم يحتجون بأنها من أول الشهر الحلال، وأن الشهر الحرام كان ناقصًا إدغالًا منهم وتطرقًا إلى ما يحبون. قال سالم: فكذلك لما مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أدغل الناس بموته بين (٤) مُدَّعٍ إمارة، وجاحد زكاة، ومرتد إلى غير الإِسلام، فلولا بيعة أبي بكر التي اعترضت دون هذه الأمور كانت الفضيحة (٥). وإلى هذا ذهب الخطابي، إذ كان موته بعد الأمن في حياته شبه (٦) الفلتة آخر شهور الحرم التي كانت أمنًا، وتلك لليلة فلتة كما كان موت النبي - صلى الله عليه وسلم - وبيعة أبي بكر بعده فلتة بعد أمان،


(١) البخاري (٦٨٣٠) من حديث ابن عباس.
(٢) في (أ، م)، و"المشارق" ٢/ ١٥٧: (عبيد).
(٣) الكلام بنصه في "الغريبين" للهروي ٥/ ١٤٦٩ دون عزو لأحد، وبنحوه في "غريب الحديث" لأبي عبيد القاسم بن سلام ٢/ ٢٣١.
(٤) في (س): (من).
(٥) رواه الخطابي في "غريب الحديث" ٢/ ١٢٧، وابن بط الذي "شرح صحيح البخاري" ٨/ ٤٦٢ من طريق سيف بن عمر، عن مبشر، عن سالم به.
(٦) في (د): (يشبه).

<<  <  ج: ص:  >  >>