للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: هذا ليس هو السبع الذي يسبع الناس؛ إنما هو عيد كان لهم في الجاهلية يشتغلون فيه بأكلهم ولعبهم فيجيء الذئمب فيأخذ غنمهم (١).

قلت: وهذا لا يلائم مساق الحديث؛ لأن الذئب أخذ على صاحبها حيثما لم يسامحه فيها جزاءً لما يكون منه من حفظها بالتنبيه بالعواء حيث (٢) يكمن (٣) لها السبع ويختلها. وقال بعضهم: إنما هو (السيع) بالياء باثنتين تحتها، أي: يوم الضياع، يقال: (أسعت وأضعت) (٤) بمعنىً.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "سَبْعًا جَمِيعًا وَثَمَانِيًا جَمِيعًا" (٥) يريد جمع بين المغرب والعشاء، وبين الظهر والعصر.

قوله: "سَابغ الأَلْيَتَيْنِ" (٦) قال صاحب "العين": (أي: قبيحهما، يقال: عجيزة سابغة وألية سابغة، أي: قبيحة. قال القَاضِي: وقد يكون سبوغ الأليتين) (٧): عظيمهما، ومنه: ثوب سابغ (أي: كامل) (٨)، وأسبغ الله


المديني والقاسم بن سلام أبو عبيد، وغيرهما، توفي سنة تسع وقيل: عشر ومائتين. انظر ترجمته في: "وفيات الأعيان" ٥/ ٢٣٥، و"تهذيب الكمال" ٣١٦/ ٢٨ (٦١٠٧)، و"سير أعلام النبلاء" ٩/ ٤٤٥ (١٦٨).
(١) هكذا ذكر المصنف رحمه الله هذا الخبر عن أبي علي الغساني الجياني، ولا أعرف أن له رواية عنه، إنما يروي عنه القاضي عياض ومعروف أنه من مشايخه، غير أني لم أجد هذا الخبر في "المشارق"، ولا في أي مصنف من مصنفات القاضي عياض المطبوعة.
(٢) ليست في (س)، وفي (أ، م): (يوم) وهو مثبتة من (د).
(٣) في (س). (يمكن).
(٤) في (أ): (أسيعت وأضيعت).
(٥) البخاري (٥٦٢)، ومسلم (٧٠٥) من حديث ابن عباس.
(٦) البخاري (٤٧٤٧) من حديث ابن عباس.
(٧) ما بين القوسين ساقط من (س).
(٨) في (أ): (غاب كامل)، وفي (م): (ضاف كامل)، وهي ساقطة من (س، د)، والمثبت من "المشارق" ٢/ ٢٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>