للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف: ٥٤] قال ابن عرفة: الاستواء هنا: القصد والإقبال، (وقال مجاهد: علا على العرش. وهذا هو المذكور في البخاري في كتاب التوحيد (١)، وقال أبو العالية: ارتفع (١). وقيل: علا بذاته. وقيل: استولى. وقيل: قدر. وأنكر هذين القولين غير واحد؛ لأن القدرة من صفات الذات ... (٢)، وقد سئل مالك عن كيفية الاستواء فقال: الكيفية غير معقولة والاستواء معلوم والسؤال عن هذا بدعة. وهذا خير جواب عن مثل هذا) (٣).

قوله: "سَوِيٌّ أَوْ غَيْرُ سَوِيٍّ" (٤) السوي: المعتدل الخلق التام، ضد الناقص والمعوج.


(١) "صحيح البخاري" قبل حديث (٤٩٤١).
(٢) في (د) زيادة كلمة غير واضحة ويثبه أن تكون: (العلي).
(٣) جاء سياق هذه العبارة في (أ، م) هكذا: (يعني: فعل فنه أربه فعلاً، وهو نحو قول الأشعري فعل فعلًا سمى به نفسه مستويًا. وقيل: هو إظهار لآياته، لا مكان لذاته. وقال بعضهم: يفعل ما يشاء، يروى عن الأوزاعي. وقيل: استوى: علا. وقال أبو العالية: ارتفع. وقيل: استوى [بمعنى العلو بالعظمة، وقيل: قهر. وقيل: علا بذاته، وقيل: استوى] على العرش، أي: هو أعظم شأنا من العرش. وقيل: استوى: استولى. وقيل: قدر. وأنكر هذين القولين غير واحد لأن القدرة من صفات الذات ولا يصح فيها. وقيل: العرش هنا: الملك، أي: حوى عليه وحازه. وقيل: استوى راجع إلى العرش، أي: استوى به العرش بقدرته وسلطانه. وقيل: استوى من المشكل الذي لا يعلم تأويله إلاَّ الله والتصديق والتسليم والتفويض في علمه إلا الله، وهو مذهب الأشعري وعامة العلماء، وقد سئل مالك عن كيفية الاستواء فقال: الكيفية غير معقولة، والاستواء معلوم، والسؤال عن هذا بدعة. وهذا خير جواب عن مئل هذا، وكذلك قوله: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} أي: قصد كما قال ابن عرفة. وقيل: صعد أمره) والمثبت من (س، د)، وما بين المعقوفتين هنا ساقطة من (أ).
(٤) مسلم (٢٦٤٥) من حديث حذيفة بن أسيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>