للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكون من وجهه وعلى وجهه. وقيل: أراد القلب والدماغ؛ لأنهما مَجْمَعَا العقل عند قائل هذا.

وقول أبي هريرة: "حَفِظْتُ عنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وِعَاءَيْنِ" (١) يعني من العلم على طريق الاستعارة من الوعاء الذي يجمع فيه المتاع ويحمل.

الْوَهْمُ وَالْخِلافُ

" حَتَّى سَمِعْتُ الوَاعِيَةَ" (٢) أي: الصارخة، قاله الخليل (٣) وروي: "الرَّاعِيَةَ" وليس بشيء، والوعى مقصور: الصوت الشديد، قاله أبو عبيد، وكذلك الهائعة، وكذلك الوغى بغين معجمة. قال أبو علي: هما صوت الحرب وجلبتها، قال ابن دريد: الوغى: اختلاط الصوت فأكثر حتى سميت به الحرب (٤). وروي: "فَلَعَلَّ أَنْ يَكُونَ بَعْضكُمْ أَرْعَى لَهُ مِنْ بَعْضٍ" (٥) وهو وهم، ومساق الحديث يدل على الرواية الأولى (٦).


(١) البخاري (١٢٠) من حديث أبي هريرة
(٢) البخاري (٣٠٢٢، ٤٠٤٥) من حديث البراء بن عازب بلفظ: "حَتَّى أَسْمَعَ النَّاعِيَةَ".
(٣) "العين" ٢/ ٢٧٢.
(٤) "الجمهرة" ٢/ ١٠٨١.
(٥) البخاري (٤٤٠٦، ٥٥٥٠)، ومسلم (١٦٧٩) من حديث أبي بكرة بلفظ: "فَلَعَلَّ بَعْضَ مَنْ يُبَلَّغُهُ أَنْ يَكُونَ أَوْعَى لَهُ مِنْ بَعْضِ مَنْ سَمِعَهُ". وانظر اليونينية ٧/ ١٠٠.
(٦) والرواية الأولى - كما ذكرها هو قريبا -: "فَلَعَلَّ بَعْضَهُمْ أَوْعَى لَهُ مِنْ بَعْضِ".

<<  <  ج: ص:  >  >>