للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقول عبد الله بن الأرقم في "الموطأ": "أَرَأَيْتَ رَجُلًا بَادِنًا" (١) أي: عظيم البدن، ومن رواه بالياء بدلًا من النون فقد صحف، وكأنه أراد من أهل البادية.

وفيها ذكر: "الْبَدَنَةُ" (٢)، و"الْبُدْنُ" (٣) وهذا الاسم يختص بالإبل؛ لعظم أجسامها.

وقوله: "أُبْدِعَ بِي" (٤) بضم الهمزة، قال بعضهم: هكذا استعملت هذِه اللفظة فيمن وقفت به دابته وأعيت كلالًا، ورواه العذري: "بُدِّعَ بِي" بغير همزٍ وبشد الدال، والمعروف "أُبْدِعَ"، وأُبدِعت الركاب: كلَّت وعطبت أيضًا، وقيل: لا يكون الإبداع إلَّا مع طلع، وأبدعت به راحلته، وفي الحديث: "كَيْفَ أَصْنَعُ بِمَا أُبْدِعَ عَلَيَّ مِنْهَا؟ " (٥) بضم الهمزة، وفي الحديث الآخر: "بِشَأْنِهَا إِنْ هِيَ أُبْدِعَتْ" (٦) كذا بضم الهمزة أيضًا، وكان في أصل محمَّد بن عيسى ورواية ابن الحذاء: "أَبْدعَتْ" بفتح الهمزة، والمعروف ما تقدم.

وقول عمر: "نِعْمَتِ البِدْعَةُ هذِه" (٧) كل ما أحدث بعد النبي - صلى الله عليه وسلم -

فهو بدعة؛ لأن البدعة: فعل ما لم يسبق إليه، فما وافق أصول السنة


(١) "الموطأ" ٢/ ١٠٠٠، وفيه: "أَتُحِبُّ أَنَّ رَجُلًا بَادِنًا".
(٢) "الموطأ" ١/ ٣٢٠، البخاري (٨٨١)، مسلم (٨٥٠).
(٣) "الموطأ" ١/ ٣٨٠، البخاري (١٥٦٨)، مسلم (١٣٠٥).
(٤) مسلم (١٨٩٣) عن أبي مسعود الأنصاري.
(٥) مسلم (١٣٢٥) عن ابن عباس.
(٦) السابق.
(٧) "الموطأ" ١/ ١١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>