للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجاء في مسلم عقب هذا الحديث: "يعني: العُرَيْب" (١) تصغير العرب، ومن كسر الميم جعله وصفًا للإبل، وهي شرها، ووصفهم بالصم البكم يدل على أن ذلك كله أوصاف للرعاة لا للإبل، وقال الطحاوي: المراد بالبكم الصم، أي: عن القول المحمود وسماعه، أي: لا يعرفونه لجهلهم.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "مَا الدُّنْيَا في الآخِرَةِ ... وأَشَارَ إِسْمَاعِيلُ بِالإِبْهَامِ" (٢) كذا عند جميعهم، وعند السمرقندي: "الْبِهَامِ" وهو خطأ؛ إنما البِهَام جمع بَهْمة.

وجاء في الحديث الآخر: "وأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ" (٣) وهو أظهر؛ إذ الغالب الإشارة بها وهي التي يصح بها ضرب المثل.

وفي باب النوم قبل العشاء: "حَتَّى مَسَّتْ إِبْهَامُهُ طَرَفَ الأذن" (٤) (كذا لكافتهم) (٥)، وعند بعض الرواة عن أبي ذر: "إِبْهَامَيْهِ" وهو غلط؛ إنما كانت يدًا واحدة، كما ذكر في الحديث.


(١) قال القاضي في "الإكمال" ١/ ٢١١: وفي بعض روايات الحديث: "يعني: العريب". قال الحافظ في "الفتح" ١/ ١٢٣: والمراد بهم: أهل البادية، كما صرح به في رواية سليمان التيمي وغيره: "قال: ما الحفاة العراة؟ قال: العريب" وهو بالعين المهملة على التصغير. قلت: ولم أجده في مطبوع "صحيح مسلم"، والله أعلم.
(٢) مسلم (٢٨٥٨) من حديث المستورد بن شداد
(٣) البخاري (٥٣٠٤) من حديث سهل بن سعد الساعدي، مسلم (٥٨٠) من حديث ابن عمر.
(٤) البخاري (٥٧١)، مسلم (٦٤٢) من حديث ابن عباس.
(٥) ساقطة من (س).

<<  <  ج: ص:  >  >>