للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله عنهم.

"بَطْنُ مُحَسِّرٍ" (١): بكسر السين وشدها وهو وادي المزدلفة، وجاء في مسلم: "وَهُوَ مِنْ مِنًى" (٢)، وفي الحديث: "والْمُزْدَلِفَةَ كُلَّها مَوْقِفٌ إِلّا بَطْنَ مُحَسِّرٍ" (٣) قال ابن أبي نجيح (٤): ما صبَّ من محسر في المزدلفة فهو منها وما صبَّ منه في منًى فهو منها، وهذا هو الصواب.

"بَطْنُ عُرُنَةَ" (٥): بضم العين والراء، وقال ابن دريد بفتح الراء، قال بعضهم: وهو الصواب، وهو بطن وادي عرفة، يقال: إن حائط مسجد عرفة القبلي على حده لو سقط ما سقط إلّا فيه وهو من الحرم.

قال ابن حبيب: بطن وادي عرنة هو بطن الوادي الذي فيه المسجد، ورأى أصبغ (٦) المسجد من بطن عرنة وأنه لا يجزئ الوقوف فيه، ولم يره مالك منها ورأى الوقوف فيه جائزًا، وبطن هذين الواديين هو بطن مكة


(١) "الموطأ" ١/ ٣٨٨ و ٣٩٢، مسلم (١٢١٨).
(٢) مسلم (١٢٨٢/ ٢٦٨).
(٣) "الموطأ" ١/ ٣٨٨.
(٤) عبد الله بن أبي نجيح واسمه يسار الثقفي أبو يسار المكي روى عن سالم بن عبد الله، وطاوس وغيرهما، وعنه إسماعيل ابن علية، والثوري وغيرهما. قال الحافظ: ثقة رمي بالقدر ربما دلس. ت (١٣١). ينظر: "تهذيب الكمال" ١٦/ ٢١٥، "التقريب" (٣٦٦٢).
(٥) "الموطأ" ١/ ٣٨٨.
(٦) أصبغ بن محمَّد بن أصبغ الأزدي القرطبي أبو القاسم شيخ المالكية، حدث عن حاتم ابن محمَّد وتفقه بأبي جعفر بن رزق، وحمل عن أبي مروان بن سراج، وأجاز له أبو عمر بن عبد البر، وكان عجبًا في المذهب لا يجارى في الشروط. ت (٥٠٥). ينظر: "الصلة" ١/ ١٠٩ - ١١٠ و"سير أعلام النبلاء" ١٩/ ٣١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>