للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفربري:" أَتْقَنَ" وهو خطأ، وفي نسخة ابن السماك (١): ويروى: "أَثْقَنَ" بالثاء المثلثة، وهو أصح من: "أَتْقَنَ". كذا عنده، وثبتت هذِه الزيادة عند ابن السكن لكن عنده: ويروى: " أَثْقَلَ"، وهو الصواب، وقد روي عن الفربري أنه قال: {أَنقَضَ}: أَثْقَلَ" كأنه أصلحه.

وفي حديث السقيفة: "لَقَدْ خَوفَ عُمَرُ النَّاسَ وإِنَّ فيهِمْ لَنِفَاقًا" (٢) كذا للجميع، وذكر الحميدي الأندلسي في "اختصاره": "وإِنَّ فيهِمْ لَتُقًى" (٣) وأظنه تصحيفا أو تُصوَّرَ (٤) على الإصلاح لما استعظم النفاق عليهم، ولا يجب استبعاده, لأنه لم يُرِد به نفاق الكفر، وإنما هو اختلاف الظاهر مع الباطن بإضمار المخالفة، أو كراهية ما وقع من حادث (٥) موت النبي - صلى الله عليه وسلم - وإنكار موته، ألا تراه كيف قال: "فَخَرَجُوا يَتْلُونَ: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ} [آل عمران: ١٤٤] الآية (٦).


(١) عبد بن أحمد بن محمَّد بن عبد الله بن غفير أبو ذر الهروي المعروف ابن السماك المالكي سمع الدارقطني، وأبا الهيثم محمَّد بن مكي وآخرين، وعنه ابنه عيسى، وموسى بن الصقلي، وعبد الله بن الحسن التنيسي وغيرهم. قال الخطيب: كان ثقة ضابطا دينًا. توفي سنة (٤٣٤). ينظر: "تاريخ بغداد" ١١/ ١٤١، و"سير أعلام النبلاء" ١٧/ ٥٥٤.
(٢) البخاري (٣٦٦٩) من حديث عائشة.
(٣) "الجمع بين الصحيحين" ٤/ ١٩٥ وفيه كما في البخاري: "وإنَّ فيهِمْ لَنِفَاقًا"، فلعله من إصلاح محقق الكتاب، والله أعلم.
(٤) في (د، أ): (تصورا)، والمثبت من (س، ظ).
(٥) في (س): (حديث).
(٦) البخاري (٣٦٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>