للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: "فَيَقْطَعُهُ جَزْلَتَيْنِ" (١) أي: قطعتين، وحكاه ابن دريد بكسر الجيم (٢)، ويقال: جاء زمن الجزال، بالوجهين ضبطناه، وهو زمن صرام النخل، كما يقال: جِداد وجَداد.

و"قِلَادَةٌ مِنْ جَزْعٍ" (٣) لا غير، وهو خرز ملون، وكان عند بعض شيوخنا بفتح الزاي وسكونها، وأما الجَزْع فمنقطع الوادي بفتح الجيم وكسرها وسكون الزاي، ومنه في حديث الحج: "حَتَّى جَزَعَهُ" (٤) يعني: محسرًا، أي: قطعه بالمرور، والجَزَع: الفزع وضد الصبر، ومنه الحديث: "وَرَأى جَزَعَهُمْ" (٥)، وقال ابن عباس في البخاري: "الْجَزَعُ: القَوْلُ السَّيِّئُ" (٦)، ومنه قوله في حديث ابن عباس عند وفاة عمر: "وَكَأَنَّهُ يُجَزِّعُهُ" (٧) أي: يزيل جزعه كقوله تعالى: {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ}


اسم لأطراف البعير كاليدين والرجلين، سميت بذلك؛ لأن الجزار يأخذهما كما يأخذ العامل عمالته، والأولى على قولهم أن يقال: ولا يعطى في جِزارتها بكسر الجيم؛ لأنه أراد في عمله بها كما قلنا، وفقه هذا الحديث: لا يعطى الجزار منها شيئًا من حساب أجرته؛ لأن الأجرة في معنى البيع، ولا مدخل للبيع في شيء من المذكور.
(١) مسلم (٢٩٣٧) من حديث النواس بن سمعان.
(٢) "جمهرة اللغة" ١/ ٤٧١.
(٣) البخاري (٢٦٦١)، مسلم (٢٧٧٠) من حديث عائشة، وفيه: (عقد).
(٤) لم أجده بهذا اللفظ، وذكره غير واحد من أصحاب الغريب وكتب اللغة.
(٥) البخاري (٦٢٨٦) بلفظ: "فلما رأى جزعي"، مسلم (٢٤٥٠/ ٩٨) بلفظ: "فَلمَّا رَأَى جَزَعَهَا" من حديث عائشة، والبخاري (٣١٤٥) من حديث عمرو بن تغلب بلفظ: "إِنِّي أُعْطِي قَوْمًا أَخَافُ ظَلَعَهُمْ وَجَزَعَهُمْ".
(٦) البخاري قبل حديث (١٣٠١) من قول محمَّد بن كعب القرظي، لا ابن عباس.
(٧) البخاري (٣٦٩٢) من حديث المسور بن مخرمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>