للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْجِيمُ مَع السِّينِ

في الحديث: "جِسْرُ جَهَنَّمَ" (١) والجِسر يقال بفتح الجيم وكسرها، وهو هاهنا الصراط، وأصله القنطرة يعبر عليها.

قوله: "وَلَا تَجَسَّسُوا، وَلَا تَحَسَّسُوا" (٢) قال الحربي: هما بمعنَّىَ واحد، وهو البحث عن بواطن الأمور. وقيل بالجيم إذا تخبر الأخبار من غيره بالسؤال والبحث عن عورات الناس، وبواطن أمورهم، من قولهم واعتقادهم فيه وفي سواه، وبالحاء إذا تولى ذلك بنفسه، وتسمعه بأذنه، وهذا قول ابن وهب. وقال ثعلب: بالحاء إذا طلب ذلك لنفسه، وبالجيم إذا طلبه لغيره. وقيل: إن اشتقاق التحسس بالحاء من الحواس لطلب ذلك بها. وقيل: التجسس بالجيم في الشر خاصة، وبالحاء في الشر والخير جميعًا، وقد فسر البخاري في بعض الروايات عنه "التَّجَسُّسُ" بأنه: "التَّبَحُّثُ" (٣)، وهو من معنى ما تقدم من الاستقصاء والبحث.

وفي البخاري: ذكر: "الْجَاسُوسِ" (٣)، وفسره في رواية الحموي بأنه: "الْبَحْثُ"، أي: البحث عن الخبر من قبل (٤) العدو.

وفي الحديث: ذكر: "الْجَسَّاسَةُ" (٥) بفتح الجيم، هو من هذا، وهي دابة وصفها في الحديث بتجسس الأخبار للدجال.


(١) البخاري (٦٥٧٣) من حديث أبي هريرة، مسلم (١٩١) من حديث جابر.
(٢) "الموطأ" ٢/ ٩٠٧، البخاري (٥٤١٣)، مسلم (٢٥٦٣/ ٣٠) من حديث أبي هريرة.
(٣) البخاري قبل حديث (٣٠٠٧).
(٤) في (أ): (طريق).
(٥) مسلم (٢٩٤٢) من حديث فاطمة بنت قيس.

<<  <  ج: ص:  >  >>