للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بمعنًى، وسيأتي الغناء وتفسيره في حرفه إن شاء الله.

قوله: "إِنِّي لأُجَهِّزُ جَيْشِي" (١) جهزت القوم: إذا هيأت لهم ما يصلحهم في سفرهم، غزو، أو حج، أو تجارة، أو غير ذلك بما يحتاجون إليه.

ومنه: "قَدْ كُنْتَ (٢) قَضَيْتَ جِهَازَكَ" (٣) أي: فرغت من النظر فيه والإعداد له، والجَهاز بفتح الجيم: هو اسم للشيء المعد، ومنهم من أجاز كسر الجيم، ومنهم من منعه.

وفي الحديث: "فَأَمَرَ بِجَهَازِهِ فَأُخْرِجَ" (٤) يعني: رحله ومتاع سفره من فراش وغيره. و"تَجَهَّزَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - " (٥) أي: أعد جهازه للغزو من زاد وعدة، وغير ذلك مما يصلحه ويحتاج إليه.

قوله: "فَجَهَشَ النَّاسُ نَحْوَهُ" (٦) أي: استقبلوه متهيئين للبكاء مستعدين له، وقيل: فزعين لائذين به، قال الطبري: فزعوا إليه ورموه بأبصارهم مستغيثين به، وفيه لغتان: جَهَشْتُ وأَجْهَشْتُ: إذا تهيأت للبكاء.

قال القاضي: ولا معنى هاهنا لذكر البكاء، وإنما يأتي هنا للمعاني الأُخر (٧).


(١) البخاري قبل حديث (١٢٢١).
(٢) ساقطة من (س).
(٣) "الموطأ" ١/ ٢٣٣ من حديث جابر بن عتيك، وهو قول ابنة عبد الله بن ثابت.
(٤) البخاري (٣٣١٩)، مسلم (٢٢٤١/ ١٤٩، ١٥٠) من حديث أبي هريرة.
(٥) البخاري (٤٤١٨)، مسلم (٢٧٦٩) من حديث كعب بن مالك.
(٦) البخاري (٣٥٧٦) من حديث جابر.
(٧) "المشارق" ١/ ١٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>