للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "بُعِثْتُ إِلَى الأَحْمَرِ وَالأسْوَدِ" (١) قيل: إلى العرب وهم السود، وإلى العجم وهم الحمر؛ إذ الغالب على ألوانهم ذلك. وقيل: الأحمر: الإنس، والأسود: الجن.

وقولها: "حَمْرَاءِ الشِّدْقَيْنِ" (٢) وصفتها بالدَّرَدِ، وهو سقوط الأسنان من الكِبَر، فلم يبق إلاَّ حمرة اللثات.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "أُعْطِيتُ الكَنْزَيْنِ الأَبْيَضَ وَالأَحْمَرَ" (٣) قيل: كنوز كسرى من الذهب والفضة، وقيل: العرب والعجم، جمعهم الله على دينه، ويظهر لي أنه أراد بالأبيض كنوز كسرى وفتح بلاده؛ لأن الغالب عليهم الدراهم والفضة، وبالأحمر كنوز قيصر وفتح بلاده؛ لأن الغالب على أموالهم الذهب، ويدل عليه قوله: "مَنَعَتِ العِرَاقُ دِرْهَمَهَا وَقَفِيزَهَا، وَمَنَعَتِ الشَّامُ مُدْيَهَا وَدِينَارَهَا وَمَنَعَتْ مِصْرُ إرْدَبَها وَدِينَارَها" (٤) وعلى هذا عمل الفقهاء في تقديم الديات.

قوله: "نَهَى عَنْ بَيْعِ الثِّمَارِ حَتَّى تَحْمَارَّ" (٥) هكذا بالألف. قال أهل اللغة: يقال: احمرَّ الشيء واحمارَّ بمعنى. وقيل: احمرَّ: فيما تثبت حمرته، واحمارَّ: فيما لا تثبت حمرته كالحجل، وكذلك اسودَّ واصفرَّ.


(١) رواه الطيالسي ١/ ٣٧٩ (٤٧٤)، وأحمد ٥/ ١٤٥، ١٤٧، والدارمي ٣/ ١٦٠٣ (٢٥١٠)، وابن حبان ١٣/ ٢٧٥ (٦٤٦٢) من حديث أبى ذر. وصحح إسناده الألباني في "الإرواء" ١/ ٣١٦. وقد روي عن جابر، وأبي موسى، وأبي سعيد، وابن عباس.
(٢) البخاري (٣٨٢١)، ومسلم (٢٤٣٧) من حديث عائشة.
(٣) مسلم (١٨٨٩) من حديث ثوبان.
(٤) مسلم (٢٨٩٦) من حديث أبي هريرة.
(٥) البخاري (١٤٨٨) من حديث أنس.

<<  <  ج: ص:  >  >>