للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

غَبُوقَهما، فجئتُهما به فوجدتهما نائمَين، فتحرّجتُ أن أوقِظَهما، وكَرِهتُ أن أغْبُقَ قبلَهما أهلًا أو مالًا، فقمتُ والقَدَحُ على يدي أنتظرُ استيقاظَهما حتى بَرَقَ الفجرُ فاستيقظا فشرِبا. اللَّهمَّ فإن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاءَ وجهك فافرجْ عنّا ما نحن فيه من همِّ هذه الصخرةِ. فانفرجت انفراجًا لا يستطيعون الخروجَ منه". قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وقال الآخَرُ: اللَّهمَّ كانت لي ابنةُ عمٍّ كانت أحبَّ الناسِ إليَّ، فأردتُها فامتنعت منّي، حتى ألَمَّتْ بها سَنَةٌ جهِدتْ فيها، فجاءتني فأعطيتُها (١) عشرين ومائةَ دينارٍ على أن تُخلِّيَ بيني وبينَ نفسِها ففعلتْ، حتى إذا قدِرتُ عليها قالت. لا يحلُّ لك أن تَفُضَّ الخاتمَ إلَّا بحقِّه. فتحرّجتُ من الوقوعِ عليها، فانصرفتُ عنها وهي أحبُّ الناس إليَّ، وتركتُ لها الذهبَ الذي أعطيتُها. اللَّهمَّ فإن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاءَ وجهك فافرج عنّا ما نحن فيه من همِّ هذه الصخرةِ. فانفرجتِ الصخرةُ غيرَ أنَّهم لا يستطيعون أن يخرجوا منها". قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ثُمَّ قال الثالثُ: اللَّهمَّ استأجرتُ أُجراءَ فأعطيتُهم أجورَهم غيرَ رجلٍ منهم واحدٍ ترك أجرَه وذهبَ، فثمّرتُ أجرَه حتى كثُرتْ منه الأموالُ فارتفعتْ، فجاءني بعدَ حينٍ، فقال لي: يا عبدَ الله! أدِّ إليَّ أُجرتي. فقلت له: كلُّ ما ترى من أجرك: من الإِبل والبقر والغنمِ والرقيقِ. فقال: يا عبد الله! لا تستهزأ بيِ! فقلت: إنّي لا أستهزأُ بك. فأخذ ذلك كلَّه، فاستاقه ولم يتركْ لي منه شيئاً. اللَّهمَّ فإن كنتُ فعلت ذلك ابتغاءَ وجهك فافرجْ عنّا ما نحن فيه من همِّ هذه الصخرةِ. فانفرجت وخرجوا من الغارِ يمشون".

١٢٤٥ - أخبرنا أحمد بن سليمان بن حذلم قراءةً عليه: نا عبد الله ابن الحسين (٢) المِصِّيصىّ: نا أبو اليمان: نا شعيب عن الزُّهريِّ عن سالم.

عن أبيه عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - حديثَ الغارِ نحوَه.


(١) في (ظ): (وأعطيتُها).
(٢) في الأصل: (الحسن) والمثبت من (ظ) و (ر) وكتب الرجال.

<<  <  ج: ص:  >  >>