"ومحمد بن عوف ثبتٌ، لكنّ شهادتَه على النفي يُتوقّفُ فيها". أهـ.
أمّا عن الإِسناد: فالمبارك والحسن مشهوران بالتدليس، وقد صرَّحا بالتحديث عند الخطيب (٦/ ٢٠٨)، لكنّ في القلب من تصريح المبارك شيئًا! ففي "التهذيب"(١٠/ ٢٩): "قال أبو طالب عن أحمد: كان مبارك بن فضالة يرفع حديثًا كثيرًا، ويقول في غير حديثٍ عن الحسن: قال: ثنا عمران، وقال: حدثنا ابن معقل. وأصحاب الحسن لا يقولون ذلك. يعني: أنه يُصرّح بسماع الحسن من هؤلاء، وأصحاب الحسن يذكرونه عندهم بالعنعنة".
وقد حسَّن الحافظ هذا الطريق كما سيأتي.
١٢٥٣ - حدّثنا علي بن الحسن بن عَلاّن الحرّاني الحافظ، قال: حدّثني أبو طالب بن نَصْر الحافظ: نا أبو حمزة إدريس بن يونس، قال: نا محمد بن سعيد بن جدار: نا جرير بن حازم عن قتادة عن أنسٍ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - حديثَ الغارِ.
إدريس قال ابن القطان: لا يُعرف حاله. وقال عن شيخه: مجهول. (اللسان: ١/ ٣٣٥ و ٥/ ١٨٠). وجرير في روايته عن قتادة ضعفٌ.
وأخرجه الطيالسي (٢٠١٤) -ومن طريقه: الروياني في "مسنده"(ق ٢٣٣/ ب) - عن أبي عوانة عن قتادة عن أنس مرفوعًا.
وأخرجه أحمد (٣/ ١٤٢ - ١٤٣) والبزّار (كشف - ١٨٦٨) وأبو يعلى (٢٩٣٨) والطبراني في "الدُّعاء"(١٩٢) من طرقٍ عن أبي عوانة به مرفوعًا.
هكذا رواه يحيى بن حمَّاد -عند أحمد وأبي يعلى-، ومسدّد -عند الطبراني-، وهلال بن يحيى -عند البزّار- مرفوعًا، والأولان ثقتان، والأخير ضعّفه ابن حبّان (اللسان: ٦/ ٢٠٢).
وخالفهم بهز بن أسد -عند أحمد (٣/ ١٤٣) -، وعبد الواحد بن غياث وسعيد بن أبي الربيع -عند أبي يعلى (٢٩٣٧) - فرووه عن