للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٦٠ - (٦٠٦) وحدّثنى سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَعْيَنَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ؛ قَالَ: كَانَ بِلالٌ يُؤَذِّنُ إِذَا دَحَضَتْ، فَلا يُقِيمُ حَتَّى يَخْرُجَ النَّبِىُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا خَرَجَ أَقَامَ الصَّلاةَ حِينَ يَرَاهُ.

ــ

وقوله: " كان بلال يؤذن إذا دحضَتْ [ولا يقيم حتى يجىء] (١) النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ": أى إذا زالت، قال الهروى: وذلك إذا انحطت للغروب.

قال القاضى: يعنى - والله أعلم فى [غير] (٢) هذا الحديث، وإلا فقد جاءت بمعنى الزوال نفسه بعد هذا مفسراً بقوله: " كان يصلى الظهر إذا دحضت الشمس "، وجاء هذا الحديث الأول غير معين، فهو محتمل للصلاتين، فمن يجعله المغرب فكأن معناها هنا غربت، وأصله الزلق وهو الدحض، شبه سرعة انحدارها للغروب بالزلق.

وقوله: ينطف رأسه ماءً (٣): يقطر، والنطفة: القطرة من الماء.

وقوله: أشار إلينا مكانكم فلم نزل ننتظره قياماً حتى خرج وقد اغتسل فكبر وصلى بنا (٤)، بين فى هذه الرواية أن انتظارهم له كان وهم قيام فى مصارفهم ولم يذكر أنه أعاد الإقامة، ولعل هذا لقرب رجوعه وسرعة ظهوره بدليل قوله لهم: " مكانكم " وبقائهم قياماً، وبهذا قال مالك: إن من انصرف من صلاته أو قطعها لعذرٍ أنه إن كان لم يطل فإنه يعود إليها بالإقامة الأولى، وإن كان قد طالت صلاته أو عمله فيبتدأ إقامة أخرى. وتأول بعض المشايخ على قوله فى المدونة فى المصلى بثوب نجس يقطع الصلاة ويستأنفها بإقامة جديدة، وكذلك قوله فى القهقهة فى الصلاة يقطع ويستأنف ويعيد الإقامة: أنَّ مذهبه متى كان قاطعاً لصلاته لأمرٍ أوجبه أن يعيد الإقامة فى القرب والبعد؛ إذ الإقامة المتقدمة لصلاة قد قطعها بخلاف إذا طرأ له العذر قبل دخوله فى الصلاة أو أخَّر الدخولَ فيها فهذا تجزيه إقامته بالقرب؛ لأنه لذلك العمل أقام، ولم يفرق غيره بين الوجهين، وتأول المسألتين أنه أطال الصلاة وبعد من الإقامة الأولى.

وقوله فى الحديث: " قبل أن يُكَبِّر " دليل بين أنه لم يكن دخل فى الصلاة، وفى البخارى: " وانتطرنا تكبيره (٥)، وقد ذكر أبو داود الحديث (٦). وفيه أنه كان إذا دخل فى


(١) الذى فى المطبوعة: فلا يقيم حتى يخرج، وما فى الإكمال أدق وأليق بالسياق.
(٢) يقتضيها السياق.
(٣) فى المطبوعة: ورأسُه ينطفُ الماءَ.
(٤) الذى فى المطبوعة: " وقال لنا: " مكانكم "، فلم نزل قياماً ننتظِرُه حتى خرَج إلينا وقد اغتسل ينطِفُ رأسه ماءً، فكبَّر فصلَّى بنا ".
(٥) ك الأذان، ب هل يخرج من المسجد لعلة (٦٣٩).
(٦) ك الطهارة، ب فى الجنب يصلى بالقوم وهو ناس (٢٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>