للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[(٢٧) باب أين يقوم الإمام من الميت للصلاة عليه]

٨٧ - (٩٦٤) وحدّثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِىُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ ذَكْوَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِى عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ النَّبِىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَصَلَّى عَلَى أُمِّ كَعْبٍ - مَاتَتْ وَهىَ نُفَسَاءُ - فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للِصَّلَاةِ عَلَيْهَا وَسَطَهَا.

(...) وحدّثناه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ. ح وَحَدَّثَنِى عَلِىُّ بْنُ حُجْرٍ. أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ وَالْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، كُلُّهُمْ عَنْ حُسَيْنٍ، بِهَذَا

ــ

وقوله: " [فقام] (١) وسْطها ": كذا ضبطناه عن أبى بحر وغيره بسكون السين، وكذا ضبطه الجيانى فيما ثنا به عنه القاضى التميمى، وقال: كذا ردَّه على القاضى أبو بكر ابن صاحب الأحباس (٢)، وأما ابن دينار (٣) فقد قال: وسْط الدار ووسطُها معًا.

اختلفت الآثار واختلف العلماء بسببها فى مقام الإمام من الميت - قال الطبرى: وأجمعوا أنه لا يلاصقه أولاً وليكن (٤) بينه وبينه فرجة - فذهب قومٌ إلى الأخذ بهذا الحديث فى القيام وسط الجنازة ذكرًا كانت أو أنثى، قال أبو هريرة: فى المرأة، لأنه (٥) يسترها عن الناس. وقيل: كان هذا قبل اتخاذ الأنعشة والقباب، وهو قول النخعى وأبى حنيفة، وقال آخرون: هذا حكم المرأة، فأما الرجل فعند رأسه؛ لئلا ينظر إلى فرجه، وأما المرأة فمستورة فى النعش، وهو قول أبى يوسف وابن حنبل. وقد خرج أبو داود حديثًا بمعناه (٦)، وروى ابن غانم عن مالك نحوه. [فى المرأة وسكت عن الرجل، وكان ابن مسعود يعكس فى المرأة الرجل] (٧) فى كل ذلك، وقال به أشهب وابن


(١) ساقطة من س.
(٢) هو أبو بكر عيسى بن محمد بن عيسى، فقيه أهل المريَّة، ومقدمهم فى العلم والرواية والفتيا والأدب، قال فيه القاضى فى ترتيب المدارك: أخذ عنه جماعة من شيوخنا. توفى - كما فى الصلة - سنة ٤٧٠ هـ. ترتيب المدارك ٨/ ١٥٣، الصلة ٢/ ٤١٤.
(٣) هو الإمام الفقيه المأمون الزاهد العابد أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن دينار النيسابورى الحنفى، روى عن عمر بن شاهين، وأبو عبد الله الحاكم، وكان يعظمه ويُجلَّه، وقال فيه: ما رأيتُ فى مشايخ أصحاب الرأى أعبد منه. توفى سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة. تاريخ بغداد ٥/ ٤٥٢، سير ١٥/ ٣٨٢.
(٤) فى س: ولكن.
(٥) فى س: أنه.
(٦) أبو داود، ك الجنائز، ب أين يقوم الإمام من الميت إذا صلى عليه ٢/ ١٨٦.
(٧) من س.

<<  <  ج: ص:  >  >>