للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَالَ فِى الحَدِيثِ: ثُمَّ قَالَ لنَا: " إِنَّ هَذِهِ الصَّدَقَاتِ إِنَّمَا هِىَ أَوْسَاخُ النَّاسِ، وَإِنَّهَا لا

ــ

تقدم، وأصله من الشد، وقد يكون عندى معناه: ما تجمعان عليه، وقيل فى قوله تعالى: {فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ} (١): أى فى جماعة، وروايتنا فى هذا الحرف: " تسرران " بالسين عند أكثر شيوخنا من السر ويدل عليه قوله: " أخرجا ": أى اجهرا به، وأظهراه، ورويناه من طريق السمرقندى: " يصرران " ووجهه بعيد، ورواه الحميدى فى صحيحه: " يصوران " أى ما تزور إنه من صورة حديثكما.

وقوله: " فما نفسناه عليك ": أى لم نحسدك فيه.

وقوله: " وجعلت زينب تلمع إلينا من وراء الحجاب ": أى تشير. يقال: لمع وألمع: إذا أشار بثوبه أو بيده، وفى قول النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للفضل والحارث فى هذا الحديث حين سألاه العمل على الصدقة إن الصدقة لا تنبغى لآل محمد، دليل على أنها لا تحل لهم بوجه، وإن كانوا عاملين عليهما، كما لم تحل لهم إذا كانوا محتاجين لها؛ إكراماً لهم عنها.

وقوله: " إنما هى أوساخ الناس ": يبين هذا، وأنها العلة فى تحريمها عليهم، وإنما سماها أوساخاً لأنها تطهير لأموالهم، والى هذا ذهب أبو يوسف. وذهب آخرون إلى أنها تجوز للعاملين منهم؛ لأنها أجرة لعملهم وإليه ذهب الطحاوى (٢)، وقيل: إنما حُرمت عليهم وعلى النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لقوله تعالى: {قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا} (٣)، ومخافة الذريعة للتهمة، وما أشار إليه فى الحديث من العلة أظهر.

وقول على: " أنا أبو حسن القوم ": كذا رويناه عن ابن أبى جعفر بالإضافة وبالواو، [و] (٤) وجههُ ظاهر، أى أنا عالم بالقوم وذو رأيهم ونحو هذا، وروياه عن أبى بحر: " أنا أبو حسن " بالتنوين، وبعده القوم بالرفع، أى أنا من علمتم رأيه أيها القوم، وسمعناه على القاضى الشهيد: " القرم " بالراء على النعت، والقرم: السيد، وأصله فحل الإبل، وكذا رويناه عن ابن أبى جعفر من طريق الباجى، وهو الذى صححه الخطابى وقال: أى المقدَّم فى المعرفة بالأمور والرأى كالفحل. وفى سند هذا الحديث فى الأم من رواية مالك عن الزهرى: أن عبد الله بن عبد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب [حدثه ابن عبد المطلب] (٥) [بن ربيعة] (٦) بن الحارث حدثه قال: اجتمع ربيعة


(١) الذاريات: ٢٩.
(٢) قال أبو يوسف: لا بأس أن يجتعل منها الهاشمى لأنه إنما يجتعل على عمله وذلك قد يحل للأغنياء. انظر: الطحاوى فى الشرح ٢/ ١٢.
(٣) الشورى: ٢٣.
(٤) ساقطة من س.
(٥) سقط من الأصل، واستدرك فى الهامش بسهم.
(٦) سقط من س.

<<  <  ج: ص:  >  >>