للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عقب القاضى على ذلك بقوله: " الذى عندنا فى أصل الهروى الذى سمعناه: " بين رجليها وشفريها ".

قال: وهذا كما قال الخطابى: " بين فخذيها وأسكتيها ". ثم قال القاضى: " الأولى فى هذا والأحرى على معنى الحكم أن الشعب نواحى الفرج الأربع ... " (١) إلخ.

و- تصحيح أخطاء بعض العلماء فى تصويباتهم لبعض ألفاظ الحديث، كتصويبه للخطابى فى توهيمه أصحاب الحديث فى تسكينهم باء " الخبث والخبائث حيث قال: " رويناه عن شيوخنا بالوجهين، سكون الباء وضمها، وأكثر روايات الشيوخ فيه بالإسكان، وكذا ذكره أبو عبيد، وفَسَّره بالشر، وبالضم سمعناه من القاضى الشهيد، وكذا صوَّبه الخطابى، ووهم أصحاب الحديث فى روايتهم السكون " (٢).

ز- تقييم كلام الأئمة فى بعض القضايا الحديثية، فهو ينقل كلامهم لا للاستشهاد فقط، بل لتصويبه أحياناً، كما فعل فى تعقيبه على كلام الهروى والخطابى السابقين، وكقوله: " ذهب معظم الفقهاء والأصوليين والمحدثين ... وذهب بعض أصحاب " الحديث " ... وهو مذهب أبى حنيفة " (٣).

ح- التنبيه على قيمة ما يسوقه المازرى من رواية فى شرحه لبعض قضايا الحديث، ففى قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فى شأن عمه أبى طالب: " وجدته فى غبرات من النار " قال المازرى: الغبرات: البقايا، وفى رواية أخرى: " غمرات منها " أى شىء كثير.

قال القاضى عقبه: " لم نروه إلا " غمرات " وهو الذى يصح به المعنى، ولا وجه هنا للبقايا " (٤).

وقول المازرى فى قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الكبر بطر الحق وغمط الناس وفى رواية أخرى: " وغمص الناس " قال القاضى: " لم نرو هذا الحديث عن جميع شيوخنا وفى البخارى إلا بالطاء، وبالطاء ذكره أبو داود فى مصنفه أيضاً، وذكره أبو عيسى وغيره بالصاد " (٥)، وهذا مما يعد تهذيباً للمازرى.

ط- أنه يبين قيمة ما جاء زائداً على الصحيح عند المازرى، ففى قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فى حديث الرؤية: " نور أنَّى أراهُ قال المازرى: " وفى نسخة: نُورانىُّ " قال القاضى عقبها: " هذه الرواية لم تقع إلينا، ولا رأيتها فى شىء من الأصول، إلا ما حكاه الإمام أبو عبد الله " (٦).


(١) إكمال، لوحة ٧٤/ ب، والأسكتان: الشفران.
(٢) إكمال، لوحة ٧٧/ ب.
(٣) إكمال، لوحة ٤/ أ.
(٤) إكمال، لوحة ٥٣/ أ.
(٥) إكمال، لوحة ٢٨/ ب.
(٦) إكمال، لوحة ٤٥/ ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>