للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ صَالِح: وَقَدْ تُحُدِّثَ بِنَحْوِ ذلِكَ عَنْ أَبِى رَافِعٍ.

(...) وَحَدَّثَنِيهِ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ. أَخْبَرَنا ابْنُ أَبِى مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِى الْحَارِثُ بْنُ الْفُضَيْلِ الْخَطمِىُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ابْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الْرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْور بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنْ أَبِى رَافِع مَوْلَى النَّبِىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا كَانَ مِنْ نَبِىٍّ إِلا وَقَدْ كَانَ لَهُ حَوَارِيُّونَ يَهْتَدُونَ بِهَدْيهِ، وَيَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِهِ " مِثْلَ حَدِيثِ صَالِحٍ. وَلَمْ يَذْكرْ قدُومَ ابْنِ مَسْعُودٍ وَاجْتِمَاعَ ابْنِ عُمَرَ مَعَهُ.

ــ

وقوله: فى هذا الحديث: " فنزل بقناة ": كذا للسمرقندى، وهو الصواب، وقناة واد من أودية المدينة عليه مال من أموالها. وجاء فى رواية الجمهور " بفنائِه " (١) وهو خطأ وتصحيف.


= ولم يرد لعبد الله بن مسعود رواية بهذا اللفظ، وإنما الذى رواه - وهو فى الصحيح - " أنا فرطُكم على الحوض " البخارى، ك الرقاق، ب فى الحوض ٨/ ١٤٨، ولعل سياق الإمام البخارى له فى ترجمته للباب بقوله: وقال عبد الله بن زيد: قال النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اصبروا حتى تلقونى " هو الذى أدخل الوهم على القاضى فنسب الحديث لابن مسعود، ثم أوغل فى توهينه هنا للحديث بقوله المنقول عن أحمد فى أحد رجال السند - الحارث بن فضيل اللخمى -: إنه غير محفوظ، ومن ثم وهّن روايته هذه.
قلت: لم يتابع الإمام أحمد على ما ذهب إليه فى الحارث أحد، ولم أجده له فى كتابه العلل والرجال، وقد ذكره الإمام البخارى فى التاريخ الكبير ١/ ٢/ ٢٧٩ وسكت عنه وذكره ابن حبان فى الثقات ٦/ ١٧٥، وقد نقل الحافظ ابن حجر توثيق النسائى وابن معين له، تهذيب التهذيب ٢/ ١٥٤، وحسبك بتوثقهما من موثق، فإنهما ممن عرف بالإسراف فى الجرح والتعنت فيه.
وعلى ذلك فلا تنافى بين رواية ابن مسعود ورواية أنس، فإن الأمر بالصبر لا يفيد النهى عن التغيير باليد واللسان والقلب، والمجاهدة لهؤلاء بواحد من تلك الوسائل لا ينفك عن قدر من الصبر مناسب.
(١) والفناء فى اللغة: هو ما بين أيدى المنازل والدور، وفى اصطلاح الفقهاء. هو ما فضل عن المارة من الطريق الواسعة النافذة، فالشارع الضيق وغير النافذ لا فناء لهما، ولأرباب الأفنية أن ينتفعوا بما لا يضر بالمارة. إكمال الإكمال ١/ ١٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>