للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لِقَاءَهُ، وَلَوْ كُنْتُ عِنْدَهُ لَغَسَلْتُ عَنْ قَدَمَيْهِ، وَلَيَبْلُغَنَّ مُلْكُهُ مَا تَحْتَ قَدَمَىَّ. قَالَ: ثُمَّ دَعَا بِكَتَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَرَأَهُ، فَإِذَا فِيهِ: " بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ. سَلامٌ عَلَى مَنْ اتَّبَعَ الهُدَى. أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّى أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ الإِسْلامِ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ، وَأَسْلِمْ يُؤْتِكَ اللهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ، وَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَإِنَّ عَلَيكَ إِثْمَ الأَرِيسِيِّينَ، و {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ ولا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُون} (١).

ــ

أجداده لأمه، وقيل: إنه خالف العرب وكان يعبد الشعرى - العبور - ويقول: فإنها تقطع السماء عرضاً، وليس فى النجوم ما يقطع السماء عرضاً سوى هذا النجم، فعبده دونها؛ لمخالفته لها. والمنجمون ينكرون هذا القول، كأنه أشار إلى أنه خالف مذهب العرب فى العبادة كما خالف أبو كبشة.

قال القاضى: قال أبو الحسن الجرجانى النسابة: فى معنى نسبة الجاهلية للنبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأبى كبشة عداوة له، ودعوة له إلى غير نسبه المعلوم المشهور؛ إذ لم يمكنهم الطعن فى نسبه الشهير. وكان وهب بن عبد مناف بن زهرة جده أبو آمنة يكنى أبو كبشة، وكذلك عمرو ابن زيد بن اْسد البخارى أبو سلمى (٢) بن عبد المطلب كان يدعى أبا كبشة، وكذلك - أيضاً - فى أجداده من قبل أمه أبو كبشة جده من غالب بن الحارث، هو أبو قيلة أم وهب ابن عبد مناف أبو آمنة أمه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو خزاعى، وهو الذى كان يعبد الشعرى، وكان أبوه من الرضاعة يدعى أبا كبشة، وهو الحارث بن عبد العزى السعدى (٣). وقال مثله كله محمد بن حبيب البغدادى. وزاد أبو نصر بن ماكولا: وقيل: أبو كبشة هم ولد حليمة مرضعته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (٤).

وقوله: " إنه ليخافه ملك بنى الأصفر ": قال ابن الأنبارى: وسمى الروم بنو الأصفر لأن جيشاً من الحبشة غلب على ناحيتهم فى بعض الدهور، فوطئ نساءهم، فولدن أولاداً أصفر من بياض الروم وسواد الحبشة، فنسب الروم إليهم. وقال أبو إسحاق


(١) آل عمران: ٦٤.
(٢) فى الأصل: أبو سهل، والمثبت من س.
(٣) البيهقى فى دلائله ١/ ١٨٢، أعلام الحديث للخطابى ١/ ١٣٨، الفتح ١/ ٤٠.
(٤) انظر: الإكمال لابن ماكولا ٧/ ١٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>