للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال القاضى: " راويتنا من طريق السمرقندى عن الفارسى عن الجلودى فيما حدثنا به أبو بحر عن عبد الله بن يسار، على ما ذكر، وكذلك قاله النسائى وأبو داود وغيرهما من الحفاظ " (١).

وبهذا التعدد فى نسخ الصحيح يبرأ صاحبه مما وقع فى الصحيح من أخطاء وأوهام (٢).

٢ - أنه و " الإكمال " كشفا عن الزيادات التى ثبتت فى بعض النسخ لمسلم، كقول المازرى: " بوب على هذا الحديث فى بعض نسخ مسلم. ووافقه القاضى على ذلك، مما يعد إضافة للصحيح " (٣).

[ثم انفرد " المعلم " بما يلى]

١ - النقل عن مصادر غيرِ ميسور الرجوع إليها الآن، وذلك غير المصادر التى انفرد بها صاحب " الإكمال " وذلك مثل كتاب " المطرز فى اليواقيت " (٤).

٢ - يتتبع ميلاد كثير من أقوال مالك فى الحديث والمسألة من قبل أن تكون مذهباً، ويشير إلى وقت ميلادها، مما يمثل ثروة فى تقييم المذهب.

وذلك كقوله فى مسألة المسح على الخفين: " اختلف قول مالك فى المسح على الخفين، فروى عنه فيه قولة شاذة أنه لا يمسح فى سفر ولا حضر، وروى عنه أنه يمسح فيهما، وروى عنه المسح فى السفر خاصة، فأما القول بأنه لا يمسح جملة فإن المالكية لا يعرّجون عليه، ولا يكاد كثير منهم يعرفه، وأظن أن صفة ما روى فيه عن مالك أنه قال: لا أمسح، فإن كانت الرواية هكذا فقد يتأول على أنه إنما اختار ذلك فى خاصة نفسه، لا أنه ينكر جواز ذلك، وإن كان لفظ الرواية تقتضى إنكار جواز المسح فإنه يكون وجهه التمسك بالآية، وتقديمها على أحاديث المسح، وقد أشار مالك فيما روى عنه إلى ذلك فقال: " إنما هى أحاديث وكتاب الله أحق أن يتبع " (٥).

٣ - يبين أحياناً أسباب الخلاف بين المذاهب فى بعض المسائل الفقهية المستندة على الحديث، كقوله فى هذه المسألة: " وأما وجه القول بالتفرقة بين الحضر والسفر فى المسح فلأن أكثر الأحاديث إنما وردت فى السفر؛ لأن السفر محل الرخص، وقد خص بالقصر والفطر والتنفل على الدابة وشبه ذلك ".

[أسانيد القاضى عياض إلى صحيح مسلم وقيمتها العلمية]

لقد حصَّل القاضى صحيح مسلم المسمى عنده " المسند الصحيح المختصر من السنن " من نسختين:


(١) شجرة النور الزكية: ١٢٧ ترجمة ٣٧١.
(٢) المعلم وإكمال، لوحة ٧٧/ أ.
(٣) راجع: لوحة ٣٣/ ب، لوحة ٢٧/ أ.
(٤) إكمال، لوحة ٨٠/ أ.
(٥) المعلم وإكمال، لوحة ٦١/ أ

<<  <  ج: ص:  >  >>