للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٥٣) باب قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا تزال طائفة من أمتى ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم "

١٧٠ - (١٩٢٠) حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَأَبُو الرَّبِيعِ الْعَتَكِىُّ وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - وَهُوَ ابْنُ زَيْدٍ - عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِى قِلاَبَةَ، عَنْ أَبِى أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِى ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ، لا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، حَتَّى يَأتِىَ أَمْرُ الله وَهُمْ كَذَلِكَ ". وَلَيْسَ فِى حَديِثِ قُتيْبَةَ: " وَهُمْ كَذَلِكَ ".

١٧١ - (١٩٢١) وحدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ. ح وَحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَعَبْدَةُ، كِلاَهُمَا عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِى خَالِدٍ. ح وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى عُمَرَ - وَاللَّفْظُ لَهُ - حَدَّثَنَا مَرْوَانُ - يَعْنِى الْفَزَارِىَّ - عَنْ إِسْمَاعَيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنِ الْمُغِيرَة، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَنْ يَزَالَ قَوْمٌ مِنْ أُمَّتِى ظَاهَرِينَ عَلَى النَّاسِ، حَتَّى يَأتِيَهُمْ أَمْرُ الله، وَهُمْ ظَاهِرُونَ ".

ــ

وقوله: " لا تزال طائفة من أمتى ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم وخالفهم حتى يأتى أمر الله وهم كذلك "، وفى رواية: " ظاهرين على الناس "، وفى رواية: " لا تزال عصابة من المسلمين يقاتلون ظاهرين على الحق، ظاهرين على من ناوأهم إلى يوم القيامة "، وفى رواية: " يقاتلون على أمر الله، قاهرين لعدوهم "، وفى رواية: " لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة ": قال على بن المدينى: هم العرب. والمراد بالغرب: الدلو الكبيرة لاختصاصهم بها، وقيل: إنه على ظاهره، وإنما أراد غرب الأرض، قال معاذ فى الحديث: " وهم بالشام "، وقد جاء مفسرًا فى حديث رواه الطبرى: " ببيت المقدس أو أكناف بيت المقدس "، وقيل: هم أهل الشام وما وراء ذلك، وقيل: المراد بأهل الغرب: أهل الشدة والجلد. وغرب كل شىء حده.

ولا يعارضه قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا تقوم الساعة حتى لا يقول أحد: الله، الله " (١)، و " لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق " (٢) وما جانسه من الأحاديث، وقد قال الطبرى:


(١) سبق فى ك الإيمان، ب ذهاب الإيمان آخر الزمان (١٤٨).
(٢) المستدرك ٤/ ٤٥٦. وسيأتى فى ك الفتن، ب قرب الساعة (٢٩٤٩). بلفظ: " الناس ".

<<  <  ج: ص:  >  >>