للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٠٦ - (٢٢٢٠) حدَّثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَقُتَيْبَةُ وَابْنُ حُجْرٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ - يَعْنُونَ ابْنَ جَعْفَرٍ - عَنِ العَلاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لا عَدْوَى وَلا هَامَةَ وَلا نوْءَ وَلا صَفَرَ ".

١٠٧ - (٢٢٢٢) حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرُ، عَنْ جَابِرٍ. ح وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا عَدْوَى وَلا طِيَرَةَ وَلا غُولَ ".

١٠٨ - (...) وحدَّثنى عَبْدُ اللهِ بْنُ هَاشِمٍ بنِ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ - وَهُوَ التُّسْتَرِىُّ - حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا عَدْوَى وَلا غُولَ

ــ

ولم يكن للأول سبب إلا مشيئة الله وقدره، والممرض صاحب المشيئة المريضة، والمصح صاحب المشيئة الصحيحة.

واختلف فى قوله: " لا عدوى "، هل هو على جهة النهى أن يقال ذلك أو يعتقد؟ فعلى هذا يصح دخول النسخ فيه، وأن يكون ناسخًا على قول بعض لقوله: " لا يوردن ممرض على مصح " (١)، وقيل: هو على وجه الخبر لنفيها، وأنه غير موجود ولا مملق (٢)، وعلى هذا لا يصح دخول النسخ فيه. وكذلك اختلفوا، هل قوله على العموم أو الخصوص وقد تقدم فيه ما تقدم من التأويلات، وهو على جملة العموم، وذهب فى معنى قوله فى زيادة فى حديث: " لا يوردن ممرض على مصح " فإنه أذى، هل ذلك راجع إلى نفس العدوى أو إلى تأذى النفس بذلك (٣).

وقيل معنى إعجابه بالفأل الحسن؛ فلما جبلت عليه النفوس من استحسان الحسن من كل شىء بالميل إليه، كما جاء أنه كان يعجبه الأترج والفاغية (٤) والحمام الأحمر ونحوه. وقيل فى قوله: " ولا غول " أى أن الجنى لا تستطيع أن تغول أحدًا، أو تضله، أو تُغَيِّر صفته، ويدل عليه قوله فى الحديث الآخر ولا غول ولكن السعالى قالوا والسعالى:


(١) هذا الكلام رد عليه الباجى حيث قال: إن كان بمعنى النهى يريد: لا تكرهوا البعير الجرب بين إبلكم غير الجربة، ولا تمنعوا ذلك ولا تمتنعوا منه، فإنا لا نعلم أيهما قال أولاً، وإن تعلقنا بالظاهر فقوله: " لا عدوى " ورد فى أول الحديث فمحال أن يكون ناسخاً لما ورد بعده أو لما لا يدرى ورد قبله أو بعده لأن الناسخ إنما يكون ناسخًا لحكم قد ثبت قبله. المنتقى ٧/ ٢٦٥.
(٢) فى ح: ممكن.
(٣) انظر: المنتقى ٧/ ٢٦٤.
(٤) الفاغية: وهو كل ما كان من الشجر له ريح طيبة لا تكون لغير ذلك، وقيل: نور الريحان، وقيل: نور كل نبت. اللسان، وغريب الحديث لابن قتيبة ١/ ٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>