للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٠ - (٢٣٨٦) حدّثنى عَبَّادُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، أَخْبَرَنِى أَبِى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّ امْرَأَةً سَأَلَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا، فَأَمَرَهَا أَنْ تَرْجِعَ إِلَيْهِ. فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ جِئْتُ فَلَمْ أَجِدْكَ؟ - قَالَ أَبِى: كَأَنَّهَا تَعْنَى الْمَوْتَ - قَالَ: " فَإِنْ لَمْ تَجِدِينِى فَأتِى أَبَا بَكْرٍ ".

ــ

وقد استدل بعض العلماء بتفديم الخلفاء الأربعة وترتيبهم فى الخلافة على رتبة درجاتهم ومناصبهم فى التفضيل. وهذا إنما يستقيم على القول بوجوب تقديم الأفضل بكل حال، فأما مع القول بجواز تقديم المفضول مع وجود الفاضل فلا دليل فيه على ذلك، لكنا علمنا تقديمهم وترتيبهم فى الفضائل بغير هذه الطريق وما ورد عنه - عليه الصلاة والسلام - من فضائلهم، وكثرة مناقبهم، وقدمهم فى الإسلام، وتقدمهم على ما تقدم من الاختلاف، هل ذلك على القطع أو غلبة الظن؟ وما روى عن جمهور السلف الصالح فى ذلك.

وقد ذهب بعض العلماء [إلى] (١) أن تقديمهم للخلافة بحسب ما قدر الله - تعالى - من أنهم الأربعة سيكونون خلفاء وأئمة ومتباينة آجالهم، وأن الخلافة كما قال - عليه الصلاة والسلام - بعده ثلاثون سنة (٢)، فيقدم أبو بكر إذا كان أولهم موتاً، فلو تقدم أحد الثلاثة لم يل الخلافة، ولا كانت مدتها واحدة وقد سبق له أن يلى، وكذلك عمر مع من بعده، وكذلك عثمان مع على، ولو تقدم على أولاً لم يل واحد منهم لموت جميعهم فى بقية عمره.

وقول النبى - عليه الصلاة والسلام - للمرأة: " إن لم تجدينى ائت أبا بكر ": مما استدل به من يقول بالنص على أبى بكر. ولا حجة فيه، بل فيه من الحجة صحة إمامته، وأن النبى - عليه الصلاة والسلام - قد أخبر [أنه] (٣) سيكون إماماً بعده، ولو لم يكن لها أهلاً لما أمر بالمجىء إليه.

وقوله فى هذا الحديث: " قال أبى: كأنها تعنى الموت ". قائل هذا هو جبير بن مطعم راوى الحديث عن النبى - عليه الصلاة والسلام - كذا رواية بعضهم بياء ساكنة باثنين [تحتها] (٤) وعند الفارسى والسجزى: " قال أبى " بباء بواحدة مكسورة.

وقائل (٥) هذا عن أبيه محمد بن جبير لعائشة فى مرضه: " ادع لى أباك وأخاك حتى أكتب كتاباً، فإنى أخاف أن يتمنى متمن، ويقول قائل: أنا أولى، ويأبى الله والمسلمين إلا أبا بكر ": فيه حجة بينة لصحة إمامته وعظم فضيلته (٦) عند الله - تعالى - وعند


(١) من ح.
(٢) أبو داود، ك السنة، ب فى الخلافة، رقم (٤٦٤٧).
(٣) فى هامش ح.
(٤) ساقطة من ح.
(٥) فى ز. قال، والمثبت من ح.
(٦) فى ح: فضله.

<<  <  ج: ص:  >  >>