للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَإِنَّ أَبِى وَوَالِدَهُ وَعِرْضِى ... لِعِرْضِ مُحَمَّدٍ مِنْكُمْ وِقَاءُ

ــ

أحنف، على طريق التفاؤل، وقيل: بل أصل الحنف: الميل، والحنيف: المائل إلى الشىء، والمسلم حنف وملة إبراهيم الحنيفية، لميلها إلى الرشد والخير، والحنيف أيضاً: الذى على دين إبراهيم وملته. وقوله:

شيمته الوفاء

أى خلقه، والشيمة: الخلق.

وقوله:

فإن أبى ووالده وعرضى ... لعرض محمد منكم وفاء

مما احتج به ابن قتيبة على أن عرض الرجل نفسه لا أسلافه لأنه قد ذكر أسلافه مع عرضه وغيره يأبى ذلك، ويذهب إلى أن عرض الرجل أموره كلها التى يحمد بها ويذم من نفسه وأسلافه وكل ما لحقه نقص يعيبه، وحجتهم: قول مسكين الدارمى:

رُبَّ مهزول سمين عرضه ... وسمين الجسم مهزول الحسب

فقد أراد هنا بالعرض الحسب، ومنه قول النبى - عليه الصلاة والسلام -: " كل المسلم على المسلم حرام، دمه وعرضه " (١)، فالدم كناية عن النفس، والعرض كناية عن أذاه بالقول. ومعنى " وقاء ": الوقاء ممدود، والوقاية ما وقيت به الشىء وسترته مما يصيبه.

وقوله: " ثكلت وفقدت نفسى ": أى عدمت وفقدت. و" تثير النقع ": أى يقيم الغبار ويهيجه.

وقوله: " موعدها كداء " (٢): كذا رواه العذرى ولغيره: " من كنفى كداء "، أى من جانبيها. ورواه بعضهم: " غايتها كداء ". وكداء موضع ذكرناه فى الحج.

وقوله: " ينازعن الأعنة "، ويروى: " يبارين "، وهو الذى عند أكثر شيوخنا، والمراد [أنها] (٣) لصرامتها وقوة نفوسها تضاهى أعنتها بقوة جبذها لها. وهى منازعتها لها أيضاً، كما قال الآخر:

وعض على بلس اللجام وعَزنى ... على أمره اذودّ أهل الحقائق.

وقد يكون ذلك فى معنى علكها لها ومضغها إياها، وحمل قوتها لقوة الحديد،


(١) الترمذى عن أبى هريرة، ك البر، ب ما جاء فى شفقة المسلم على المسلم ٤/ ٢٨٦ برقم (١٩٢٧).
(٢) كداء: ثنية على باب مكة.
(٣) فى هامش ح.

<<  <  ج: ص:  >  >>