للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

بأن مسلماً قد ذكر فى هذا: " إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه، فإن الله خلق آدم على صورته "، فالهاء هاهنا عائدة على الأخ المنهى أن يضرب وجهه ويستقيم الكلام، وتظهر فائدة الحديث ويزول الإشكال.

وإنما يبقى الإشكال كله فى الحديث الآخر الذى لم يذكر فيه هذا السبب مثل حديث البخارى فى باب السلام: " إن الله لما خلق آدم على صورته قال: اذهب فسلم على أولئك النفر من الملائكة " (١)، وخرجه مسلم - أيضاً - بعد هذا بنصه فى " باب خلق آدم " [ومثل هذا] (٢)، لكن قد تقدم فيه من التأويلات ما يكفى بعضها. وإذا نزهنا الله تعالى عن الصورة الجثمانية [فلا يبالى] (٣) بعد وسلمنا معنى مشكل الحديث للعالم بعينه، على مذهب أكثر السلف من الإيمان بها والتسليم إلى الله فى معناها، وتنزيهه عن ظاهرها، أو تأويله على ما عليه مَنْ رأى التأويل، وعلى مقتضى كلام النبى العربى ولغته العربية، وكلام العرب ومجازاة كلامها ومقاصدها فى استعاراتها (٤) وتمثيلاًتها التى خوطبنا بها، وجاء الشرع والقرآن بها وعلى تصرف وجوهها.


(١) البخارى، ك الاستئذان، ب بدء السلام ٨/ ٦٢.
(٢) سقط من ز، والمثبت من ح.
(٣) فى ح: فلا نبالى.
(٤) فى ز: استعاباتها.

<<  <  ج: ص:  >  >>