للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[(٢١) باب دعاء الكرب]

٨٣ - (٢٧٣٠) حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنى وَابْنُ بَشَّارٍ وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ - وَاللَّفْظُ لابْنِ سَعِيدٍ - قَالُوا: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِى أَبِى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِى الْعَالِيِة، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ أَنَّ نَبِىَّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الْكَرْبِ: " لا إِلَهَ إِلا اللهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لا إِلهَ إِلا اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمُ، لا إِلهَ إِلا اللهُ رَبُّ السَمَاوَاتِ وَرَبُّ الأَرْضِ ورَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمُ ".

(...) حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامٍ، بِهَذَا الإِسْنَادِ. وَحَدِيثُ مُعَاذِ بْنِ هِشَامٍ أَتَمُّ.

ــ

وقوله: " كان يقول عند الكرب: لا إله إلا الله العظيم الحليم [لا إله إلا الله] (١) رب العرش العظيم، لا إله إلا هو رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم ": قال الطبرى: كان السلف يدعون بهذا الدعاء، ويسمونه دعاء الكرب.

فإن قيل: فليس فى هذا الدعاء إلا ذكر؛ من تسبيح (٢) وتهليل. قيل: يحتمل تسميته دعاء المعنيين.

أحدهما: أنّ هذا الذكر به يستفتح الدعاء، ثم يدعو من بعده ما شاء، وقد جاء مثل هذا مفسرًا كذلك فى بعض الطرق: " ثم يدعو ".

والمعنى الثانى: قول ابن عيينة، وقد سئل عن هذا، فقال: أما علمت أنّ الله يقول: " إذا شغل عبدى بثنائه علىَّ عن مسألتى أعطيته أفضل ما أعطى السائلين "، وقد قال أمية (٣) بن أبى الصلت:

إذا أثنى عليك المرء يومًا ... كفاه من تعرضه الثناء


(١) سقط من ز، والمثبت من ح.
(٢) فى ح: تعظيم.
(٣) هو أمية بن أبى الصلت بن أبى ربيعة بن عوف الثقفى من أهل الطائف وأشهر شعراء الجاهلية، كان مطلعًا على الكتب القديمة فتزهد فى الدنيا وتجرد عن ملذات الحياة وعبادة الأوثان وحيث أنه علم وعرف من الكتب القديمة ببعثة نبى آخر الزمان من العرب جعل يطمع فى النبوة، فلذلك لما بعث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امتنع عن الإيمان به حسدًا واستكبارًا حتى قتل ابنا خال له ببدر فرثى قتلى بدر، ومات بالطائف سنة ثلاث وقيل: خمس من الهجرة. انظر: كتاب الأغانى للأصفهانى ٤/ ١٢٣ - ١٣٦، جمهرة الأنساب لابن حزم ٢٥٧، معجم الشعراء للأيوبى ٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>