للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

٢٤٧ - (١٥٦) حدّثنا الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ، وَهَارُون بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَحَجَّاجُ بْنُ الشَّاعِرِ قَالُوا: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ - وَهُو ابْنُ مُحَمَّدٍ - عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِى أَبُو الزُّبَيْرِ؛ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِىَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِى يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ". قَالَ: " فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُولُ أَمِيرُهُمْ: تَعَالَ صَلِّ لَنَا. فَيَقُولُ: لا. إِنَّ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ أُمَرَاءُ، تَكْرِمَةَ اللهِ هَذِهِ الأُمَّةَ ".

ــ

وأما قوله: " إمامكم منكم " فهو مفسر - أيضاً - فى الحديث من رواية جابر فى الأم حيث قال: " فينزل عيسى، فيقول أميرهم: تعال فصلِّ لنا، فيقول: لا، إن بعضكم على بعض أمراء، تكرمة من الله لهذه الأمة ".

وقوله: " حكماً مقسطاً وإماماً عدلاً ": دليلٌ على أنه لم يأت بشرعٍ محدثٍ، ولا أرسل بملةٍ جديدةٍ ولا جاء نبياً مبعوثاً.

وقوله: " لا يزال طائفةٌ من أمتى ظاهرين " أى: غالبون عالون، قال الله تعالى: {لِيُظهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّه} (١).


(١) التوبة: ٣٣. والطائفة هم الجماعة المتعددة من أنواع المؤمنين ما بين شجاع وفقيه ومحدثٍ ومفسِّر، ولا يلزم أن يكونوا - كما ذكر النووى - مجتمعين فى بلد واحد.
ومعنى " يقاتلون على الحق ": أى: على ظهور الحق، ويجوز أن يكون حالاً، أى حال كونهم على الحق.
وفى امتناع عيسى - عليه السلام - من التقدم للإمامة يقول ابن العربى: " إن ذلك إبقاءٌ لشريعة النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واتباعٌ له، وإسخان لأعين النصارى، وإقامة الحجة عليهم " عارضة ٩/ ٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>