للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ أَبُو رَوْحٍ: لا أدْرِى مِمَّنِ الشَّكُّ.

قَالَ أَبُو بُرْدَةَ: فَحَدَّثْتُ بِهِ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ العَزِيزِ فَقَالَ: أبُوكَ حَدَّثَكَ هَذَا عَنِ النَّبِىِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ.

٥٢ - (٢٧٦٨) حدّثنا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ بْنُ إبْرَاهِيم، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتَوَائىِّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لابْنِ عُمَرَ: كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فى النَّجْوَى؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " يُدْنَى المُؤمِنُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، حَتَّى يَضَعَ عَلَيْهِ كَنَفَهُ، فَيُقَرِّرُهُ بِذُنُوبِهِ. فَيَقُولُ: هَلْ تَعْرِفُ؟ فَيَقُولُ: أىْ

ــ

عذاباً فوق العذاب لما كانوا يفسدون، ويخصهم بالعذاب على سوء أفعالهم دون المؤمنين، وإلا فلا تزر وازرة وزر أخرى، لكن لما أسقط الله هذه التباعات عن هذا المسلم، وأبقى تباعات الكافر وضاعف عذابه بكفره، وزاده فى ذلك بقدر ما كان يستحق المؤمن على ذنوبه - كان كمن عوقب بتلك الذنوب، وإلا فالأصل أنّ الله لا يعذب أحدًا إلا على ما اكتسبه، وقد خلق الله تعالى للنار أهلاً وللجنة أهلاً، وجعل لكل واحدة ملئها، كما جاء فى الحديث، [فالذى هى لكبارهم فكاك الذى غير للجنة، ولو شاء لقلب الأمر ولم يبال، كما جاء فى الحديث] (١)، ولكن تمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً، يفعل ما يشاء، فقوله على هذا: " هذا فكاكك من النار " وإلا أدخل الله مكانه يهوديًّا أو نصرانيًّا بيّن المعنى على ما قررناه، أى أنك خلقت للجنة وخلق هذا للنار مكانك [للجنة أنت المخلوق] (٢) وجعله هو ممن يملؤها وفك رقبتك أنت من ذلك [وخاصك] (٣) وجعلك ممن يملأ الجنة. وفكاك الشىء: خلاصه. وفكاك الرقبة: إخراجها من الرق [وتخليصها] (٤) للحرية. وكذلك فكاك الرهن: تخليصه من يد مرتهنه.

وقوله: " يدنى المؤمن من ربه [يوم القيامة] (٥) حتى يضع عليه كنفه، فيقرره [بذنوبه] (٦)، فيقول: هل تعرف؟ فيقول: رب، أعرف. قال: فإنى قد سترتها عليك فى الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم " الحديث، قال الإمام: الدنو هاهنا: دنو كرامة لا دنو مسافة؛ لأن البارى - سبحانه فى غير مكان، فلا يصح منه دنو مسافة ولا بعدها. والمراد بقوله: " حتى يضع عليه كنفه " أى: ستره وعفوه، وما يتفضل عليه به حينئذ. وقد صحفها بعض الرواة فرواها بالتاء، وهو تصحيف لا ينبغى أن يشغل (٧) به. وقد قال


(١) و (٢) سقط من ح.
(٣) هكذا فى ز، وفى ح: وخلصك.
(٤) و (٥) فى هامش ح.
(٦) ساقطة من ز.
(٧) فى ح: يشتغل.

<<  <  ج: ص:  >  >>