للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٠ - (...) حدّثنا عُثْمَانُ بْنُ أبِى شَيْبَةَ وإسْحَاقُ بْنُ إبْرَاهِيمَ، كِلاهُمَا عَنْ جَرِيرٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، بِهَذا الإسْنَادِ، قَالَ: جَاءَ حَبْرٌ مِنَ اليَهُودِ إلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. بِمِثْلِ حَدِيثِ فضَيْلٍ. وَلَمْ يَذْكُرْ: ثُمَّ يَهُزُّهُنَّ.

وَقَالَ: فَلَقَدْ رَأيْتُ رَسوُلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ تَعَجُّبًا لِمَا قَالَ. تَصْدِيقًا لَهُ. ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ " وَتَلا الآيَةَ (١).

٢١ - (...) حدّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاث، حَدَّثَنَا أبِى حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ قَالَ: سَمِعْتُ إبْرَاهِيمَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلْقَمَةَ يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: جَاءَ رَجُلٌ مِنْ أهْلِ الكِتَابِ إلىَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا أَبَا القَاسِمِ، إنَّ اللهَ يُمْسَكُ السَّماوَاتِ عَلَى إصْبَعٍ، والأرَضِينَ عَلَى إصْبَعٍ، وَالشَّجَرَ وَالثَّرَى عَلى إصْبَعٍ، وَالخَلائِقَ عَلَى إصْبَعٍ، ثُمَّ يَقُولُ: أنَا المَلكُ، أنَا المَلِكُ. قَالَ: فَرأيْتُ النَّبِىَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ. ثُمَّ قَرَأ: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}.

ــ

قال تصديقًا له ".

قال الإمام: تقدم القول فى بيان المراد بالإصبع فى حديث سبق (٢)، وأنه يراد به معنى الاقتدار، وأنه قد يراد به معنى الغمة (٣). وهذا الحديث قد يراد به أن الله خلق السماوات على عظمها مقتدرًا عليها من غير أن يمسه تعب ولغوب، وكما أن الإنسان مما لا يشق عليه ولا يتعبه ما يصرفه على أصبعه، والناس يذكرون الإصبع فى مثل هذه المعانى احتقارًا ويقولون: بإصبع واحد قتلتك، أو أفعل كذا وكذا. وقد يراد هاهنا هذا المعنى: أن الله - سبحانه - لم يتعبه (٤) خلق ما ذكر ولا شق عليه على عظم مخلوقاته هذه. [وقد قال بعض خلق ما ذكر ولا سبق عليه الناس] (٥) قد يكون بعض المخلوقات اسمه أصبع. وقال بعضهم: يحتمل أن يراد أصبع بعض خلقه، وهذا غير مستنكر فى قدرة الله - سبحانه - والغرض إبطال أن يكون لله - سبحانه - أصبع الجارحة لإحالة العقل له، ثم بعد هذا يتأول على ما يجوز وقد رأينا طرفاً من التأويل (٦).

قال القاضى: ذهب بعض المتكلمين أن ضحك النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتعجبه وتلاوته الآية ليس


(١) الزمر: ٦٧.
(٢) سبق فى ك القدر، ب تصريف الله للقلوب كيف يشاء برقم (١٧).
(٣) فى ح: المعية.
(٤) فى ح: يعييه.
(٥) في ح: " وقد قال بعض الناس " فقط، وسقط الباقى.
(٦) مذهب السلف: إثبات مثل هذه الصفات من غير تكييف ولا تشبيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>