للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[(١٤) باب فضل إسباغ الوضوء على المكاره]

٤١ - (٢٥١) حدّثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَقُتيْبَةُ وَابْنُ حُجْرٍ، جَمِيعًا عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ ابْنُ أَيُّوبَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِى الْعَلاءُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِلَّا أدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحو اللهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟ ". قَالُوا: بَلَى (١)، يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ " إسْبَاغُ الْوُضُوءَ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ (٢). وَانْتِظَارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ. فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ ".

ــ

وقوله: " إِلَّا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع الدرجات ": محوُ الخطايا كنايةٌ عن غفرانها، ويحتمل محوُها من كتاب الحفظة، ويكون دليلاً على غفرانها، ورفع الدرجات إعلاء المنازل فى الجنة.

وقوله: " إسباغ الوضوء على (٣) المكاره ": أى إيعابُه، والمكارِه يكون من شدة ألم جسمٍ ونحوه (٤)، وكثرة الخطا (٥) تكون ببعْدِ الدار أو بكثرة التكرار.

وقوله: " انتظار الصلاة بعد الصلاة ": قال القاضى أبو الوليد الباجى: وهذا فى المشتركتين من الصلوات فى الوقت وأما غيرُها فلم يكن من عمل الناس (٦).

وقوله: " فذلكم الرباطُ ": يعنى المرغَّبُ فيه، وأصله الحبسُ على الشىء، كأنَّه حبسَ نفسه على هذه الطاعة، قيل: ويحتمل أنه أفضل الرباط كما قيل: الجهاد جهاد


(١) جوابهم ببلى يدل على أن لا نافية قد دخلت عليها همزة الاستفهام، ولا مانع أن تكون العبارة كلها للاستفتاح.
(٢) الحديث ورد مورد التنشيط لمن بعدت داره إِلَّا يكسل، وليس فيه ما يدل على إيثار أبعد المسجدين منه لغير حاجة، لقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا صلاة لجار المسجد إِلَّا فى المسجد ".
(٣) فى ت: فى.
(٤) كشدة البرد، وفوت المحبوب، وتكلف طلب الماء، وابتياعه بثمن. والإسباغ هو الإكمال.
(٥) فى ت: الخطايا، وهو وهم من النساخ.
(٦) المنتقى للباجى ١/ ٢٨٥ وقد أجاز الانتظار فى الصلوات التى تجمع فى السفر والعذر، ولكنه قال فى غيرها - مثل انتظار المغرب بعد العصر - لا أذكر فيه حكماً، وحكمه عندى حكم انتظار الصبح بعد العشاء، وحكم انتظار الظهر بعد الصبح كالذى ينتظر صلاة ليس بينها وبين التى تصلى اشتراك فى وقت، والذى يتقرر فى نفسى أنى قد رأيت رواية فيه عن مالك من طريق ابن وهب ولا أذكر موضعها الآن.

<<  <  ج: ص:  >  >>