للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وحش، ويروى: عجز حمار.

وقوله: "فلما رأى ما في وجهي" أي: من الحزن والتغير برد الهدية.

وقوله: "إلا أنَّا حرم" أي: لأنا حرم.

ويدل على أن له الأكل إذا لم يصد ولا صيد له أيضًا ما روى مسلم في "الصحيح" من حديث يحيى القطان، عن ابن جريج، عن محمَّد بن المنكدر، عن معاذ بن عبد الرحمن بن عثمان التيمي، عن أبيه قال: كنا مع طلحة بن عبيد الله في طريق مكة ونحن محرمون، فأهدوا لنا لحم صيد وطلحة راقد، فمنا من أكل ومنا من تورع فلم يأكل، فلما استيقظ قال للذين أكلوا: أصبتم، وقال للذين لم يأكلوا: أخطأتم؛ [فإنا] (١) قد أكلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن حرم (٢).

وامتناعهم في حديث أبي قتادة عن مناولة السوط والرمح لئلا يعاونوه على الصيد وهم محرمون، وفي "الصحيحين" من رواية أبي حازم، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه قال: كنت يومًا جالسًا مع وهي من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - في منزل في طريق مكة ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - نازل أمامنا والقوم محرمون وأنا غير محرم، قال: فأبصر القوم حمارًا وحشيًّا وأنا مشغول أخصف نعلي فلم يؤذنوني به، فالتفت فأبصرته فقمت إلى فرسي فأسرجته ثم ركبته ونسيت السوط والرمح، فقلت لهم: ناولوني السوط والرمح.

فقالوا: لا نعينك عليه بشيء، فنزلت فأخذتهما وركبت فشددت


(١) في "الأصل": فإنك. خطأ، والمثبت من "سنن البيهقي".
(٢) "صحيح مسلم" (١١٩٧/ ٦٥)، وكذا رواه البيهقي (٥/ ١٨٨) واللفظ له، وهي عادة المصنف.

<<  <  ج: ص:  >  >>