للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قال: "كسرى بن هرمز"

قال عدي: وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز.

وأورد الشافعي الحديث في باب ترجمه "بإظهار دين النبي - صلى الله عليه وسلم - على الأديان" وافتتح الباب بقوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ} (١) وجمع بين هذا الحديث وبين ما روي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث بكتابه إلى كسرى، فلما قرأه كسرى مزقه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ممزقٌ ملكه" وأن قيصر أكرم كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وأثنى عليه ووضع كتابه في مسك، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ثبت ملكه".

بأن قال (٢): كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد وعد أصحابه فتح فارس والشام، وكانت قريش تنتاب الشام انتيابًا كثيرًا وكان كثير من معاشها منها وتأتي العراق، فيقال أنها لما دخلت في الإِسلام ذكرت للنبي - صلى الله عليه وسلم - خوفها من انقطاع معاشها بالتجارة من الشام والعراق مع مخالفة ملك الشام والعراق لأهل الإِسلام، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده" فلم يكن بأرض العراق كسرى يثبت له أمر بعده، وقال: "إذا هلك قيصر فلا قيصر بعده" فلم يكن بأرض الشام قيصر بعده، وقال في كسرى: "يمزق ملكه" لم يبق للأكاسرة ملك، ولما قال في قيصر؛ ثبت ملكه ببلاد الروم، وحقق الله ما أخبر به رسوله، ففتح أبو بكر -رضي الله عنه- بعض الشام وتم فتحها في زمان عمر -رضي الله عنه- وفتح العراق وفارس، وأظهر الله دينه.

والكاف من "كسرى" تفتح وتكسر، ويروى عن الأصمعي أنه أنكر الفتح.


(١) الفتح: ٢٨.
(٢) "الأم" (٤/ ١٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>