للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومسلم (١) عنه وعن يحيى بن يحيى وابن رمح، بروايتهم عن الليث عن نافع عن ابن عمر، واللفظ "حرق نخل بني النضير وقطع وهي البويرة، فأنزل الله تعالى: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ} (٢).

وأخرجه البخاري أيضًا عن محمَّد بن كثير عن سفيان الثوري عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر.

والشعر المذكور في الرواية الأخرى لحسان بن ثابت، فروى مسلم في "الصحيح" (٣) عن هناد بن السري عن عبد الله بن المبارك عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قطع نخل بني النضير وحرّق، ولها يقول حسان بن (٤) ثابت:

وهان على سراة بني لؤي ... حريق بالبويرة مستطير

وفي هذا نزلت هذه الآية: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا}.

وقوله: "حرق نخل بني النضير وقطع، أو قطع وحرق" أراد حرق بعضًا وقطع بعضًا، فقد روى إسماعيل بن إبراهيم عن نافع عن ابن عمر؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حرق بعض نخل بني النضير وقطع بعضًا، وقيل في ذلك:

وهان على سراة بني لؤي ... حريق بالبويرة مستطير

تركتم قدركم لا شيء فيها ... وقدر القوم حامية تفور (٥)


(١) "صحيح مسلم" (١٧٤٦/ ٢٩).
(٢) الحشر: ٥.
(٣) "صحيح مسلم" (١٧٤٦/ ٣٠).
(٤) زاد في "الأصل": أبي. خطأ.
(٥) رواه البيهقي (٩/ ٨٣) من طريقه.

<<  <  ج: ص:  >  >>