للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وسمع منه: الحميدي، وعبد الله بن عبد الوهاب (١).

والحديث صحيح: أخرجه مختصرًا مسلم (٢) وأبو داود (٣) والترمذي (٤)، وأخرجه ابن ماجه (٥) بتمامه عن محمَّد بن بشار ومحمد بن يحيى عن أبي عاصم، عن ابن جريج.

وقوله: "في حجر أبي محذورة" في اللفظ لغتان: فتح الحاء وكسرها، والجمع: حجور، واللغتان جاريتان في الحجر بمعنى الحرام، وكون الصغير في حجر الإنسان إذا لم يكن بجهة الولاية قد يكون بالوصاية، وقد يكون بالإنابة من جهة الحاكم، وتسمية أبا محذورة عمًّا يمكن أن يكون لأنه كان في حجره، وأن يكون لأنهما جمحيان، وأن يكون لمجرد كبر السنن.

وقوله: "فقفل" القفول: الرجوع من السفر، وقوله: "متنكبون" أي: متجنبون، وقوله: "فأرسل إلينا إلى أن وقفنا"، وقوله: "فأعطاني صرة فيها شيء من فضة" كأنه كان فيها مع الفضة شيء من (١/ ق ٥٣ - أ) خرز ونحوها، وإلا لأشبه أن يقول: فيها فضة.

والحديث أصل في الترجيح وهو تكرير كلمتي الشهادة بعد الإتيان بهما مرتين مرتين، وفي أنه يرفع صوته إذا كرر علي ما قال: "ثم ارجع فامدد من صوتك" وفيه دليل على أن الأذان يشرع للمسافرين كما للحاضرين، ويشبه أن يكون أبو محذورة ومن معه حينئذ مسلمين في الظاهر وأن الإيمان لم يكن مستقرًّا في قلوبهم، أما أنهم كانوا مسلمين


(١) انظر "التاريخ الكبير" (١/ ترجمة ٩٦٦)، و"الجرح والتعديل" (٢/ ترجمة ٣٣٨)، و"التهذيب" (٢/ ترجمة ٢٠٧).
(٢) "صحيح مسلم" (٣٧٩/ ٦).
(٣) "سنن أبي داود" (٥٠٠).
(٤) "جامع الترمذي" (١٩١) وقال: صحيح.
(٥) "سنن ابن ماجه" (٧٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>