للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

والأعجمي: الذي لا يفصح بالعربيّة ولا يجيد التكلم بها عجميًّا كان أو غيره؛ سمي به لعجمة لسانه والتباس كلامه، ويقال: استعجم الأمر: إذا اشتبه وأشكل، وجمع الأعجم: أعجمون، وينسب إلى الأعجم فيقال: لسان أعجمي، والأعجم كالأعجمي فيما ذكر جماعة، وفي "الصحاح" للجوهري: ولا يقل أعجمي فينسبه إلى نفسه إلا أن يكون ذلك كقعسر وقعسري للجمل الضخم (١).

وقوله: "ولم يعرفه بشيء" أي لم يخاطبه ولم يظهر بلوغ الحال إليه حتى أتى المدينة.

وقوله: "هنالك ذهبت بها؟ " كأنه يقول: لذلك ذهبت إلى فعلتك التي فعلت.

والمقصود أنه يستحب أن يكون الإِمام فصيحًا قويم اللسان ليؤمن تغييره ولحنه، فإنه إذا غيّر فقد يسمعه الجاهل ويظنّه صحيحًا؛ لأنه سمعه ممن قدم للإمامة، ومنه أن يجوز تغيير غير الأَوْلى والحمل على الأولى، كما يجوز تغيير المنكر والحمل على المعروف وأن الأئمة كانوا يتفحصون عما يفعله الناس ليقيموا الأَوَدَ (٢) ويصلحوا الفاسد، وكانوا يتوخون الصلاح والإصلاح ويعالجون على ما يقتضيه الحال من تعجيل وتأنٍّ كما فعل عمر -رضي الله عنه- في انتظار المسور إلى إتيانه المدينة.

[الأصل]

[٢٢٦] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا مالك، عن أبي حازم بن دينار عن سهل بن سعد؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذهب (١ / ق ٩٤ - أ) إلى بني عمرو بن


(١) "الصحاح" مادة: عجم.
(٢) أَوَدَ الشيء: أعوج. "مختار الصحاح" (مادة: أود).

<<  <  ج: ص:  >  >>